الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيما يتعلق بحكم قراءة القرآن للحائض في رمضان، فإن الأمر يعتمد على تفصيل علمي دقيق بناءً على أقوال أهل العلم. وفقًا للراجح من أقوال أهل العلم، يجوز للحائض قراءة القرآن من حفظها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: . هذا القول يعتمد على أن الحائض لا تتعرض لعقوبة أو إثم بسبب قراءة القرآن من حفظها.
بالإضافة إلى ذلك، يجوز للحائض قراءة القرآن من الهاتف المحمول والحاسوب؛ لأن هذه الأجهزة لا تعتبر مصحفًا، فيجوز للجنب والحائض مسها إذا كان فيها القرآن الكريم. هذا ما سبق بيانه في الفتوى رقم: .
وعلى القول بجواز قراءة القرآن من الحفظ والمحمول والجوال وكتب التفسير، كما ذكرنا في الفتويين المشار إليهما، فإن الأولى للحائض أن تكثر من القراءة لعظم أجرها وخاصة في رمضان -شهر القرآن-.
أما سجود التلاوة للحائض، فالراجح عند جمهور العلماء أنها لا تسجد لها؛ لأن سجود التلاوة يشترط له ما يشترط لصلاة النافلة من طهارة الحدث والخبث، كما هو مبين في الفتوى رقم: ، والفتوى رقم: .
ومن المهم أن نذكر أن جمهور العلماء يحرمون على الحائض قراءة القرآن حال حيضها، وذهب طائفة منهم إلى جواز ذلك لها، ومن هؤلاء الإمام مالك وهو رواية عن أحمد وقول عن الشافعي. وهذا القول الثاني هو الأقرب للصواب، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: ، والفتوى رقم: .
وفيما يتعلق بالعبادات التي تستطيع الحائض القيام بها في رمضان، فإن فوات الصوم في رمضان بسبب الحيض أمر مكتوب على المرأة، فعليها التسليم لقضاء الله تعالى. كما أنه يشرع للحائض أن تذكر الله مطلقاً، وأن تحافظ على الأذكار الموظفة وأذكار الصباح والمساء. وللحائض أن تمس وتقرأ كتب التفسير وكذلك الكتب التي تشتمل على آيات قرآنية.
وفي الختام، يجوز للحائض أن تختم القرآن مراجعة وتلاوة مع وجود حائل، ولا حرج في ذلك كله ويعتبر ختمة. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: . والله أعلم.
