الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الدعاء في الصلاة هو سنة مؤكدة، وقد كثرت الأدلة على مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء في الصلاة. وقد أجمع العلماء على مشروعية الدعاء في الصلاة قبل السلام وبعده، سواء كانت صلاة فريضة أو نافلة.
أفضلية الدعاء قبل السلام:
من الأدلة على أفضلية الدعاء قبل السلام في الصلاة ما رواه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، حيث قال: "ودعاؤه في الصلاة المنقول عنه في الصحاح وغيرها إنما كان قبل الخروج من الصلاة". كما روى الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة، مما يشير إلى أن الدعاء قبل السلام هو الأفضل.
أوقات الدعاء في الصلاة:
يمكن للمسلم أن يدعو في أي وقت من أوقات الصلاة، ولكن هناك أوقات معينة يشرع فيها الدعاء بشكل خاص. من هذه الأوقات:
- أثناء السجود: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" (رواه مسلم).
- بعد التشهد: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء" (رواه مسلم).
- بعد السلام: حيث روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد السلام: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله" (رواه البخاري).
الأدعية المأثورة في الصلاة:
من الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في صلاته ما يلي:
- "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" (رواه البخاري ومسلم).
- "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال" (رواه البخاري ومسلم).
- "ربنا ولك الحمد حمدًا طيبًا مباركًا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" (رواه مسلم).
في الختام، يجب على المسلم أن يحرص على الدعاء في صلاته، وأن يختار الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يحرص على الدعاء في الأوقات المشروعة، مع العلم بأن الدعاء قبل السلام هو الأفضل.