السلف الصالح هم جماعة من المسلمين الذين سبقوا في الزمن، وهم أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الصحابة الكرام، ثم من سار على نهجهم من التابعين وتابعي التابعين. هذا المصطلح يشير إلى القرون الثلاثة الأولى من الإسلام، والتي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية، حيث قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
الاقتداء بالسلف الصالح له عدة مقتضيات مهمة:
- زكاء النفوس وأطهر القلوب: السلف الصالح كانوا أزكى هذه الأمة نفوسًا وأطهرها قلوبًا وأكثرها علمًا وأقلها تكلفًا. فقد زكاهم الله عز وجل وأكثر من الثناء عليهم في القرآن، حتى قال سبحانه وتعالى مخاطبًا لهم: "فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ" [البقرة:137].
- معرفة الشريعة: السلف الصالح كانوا قوم نزل القرآن بلسانهم وشاهدوا مواقع التنزيل، فكانوا بلا شك أعلم هذه الأمة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأدراهم بمقاصدها.
- شهادة النبي صلى الله عليه وسلم: النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بأنهم خير الأمة، فقال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
- النجاة باتباعهم: النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا نجاة إذا حصل الافتراق في هذه الأمة، إلا باتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
الاقتداء بالسلف الصالح ليس مجرد اتباع لأفراد معينين، بل هو اتباع لنهجهم في التمسك بالكتاب والسنة، والعمل على قيام الدين وإرجاع الناس إليه. كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "النَّاس ثلاثة: فعالم ربَّانيٌّ. ومتعلِّم على سبيل نجاة. وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق؛ لم يَستضيئوا بنور العلم، ولم يَلجؤوا إلى ركن وثيق … ".
في الختام، طلب العلم مهم، ولكن مسؤوليته كبيرة. يجب على طالب العلم أن يعطي العلم حقه من الرعاية والمثابرة لتحصيله، حتى يكون أهلًا لأدائه.
