- صاحب المنشور: أمين الدين بن توبة
ملخص النقاش:
استشهدت العديد من الدراسات والتقارير الحديثة بتزايد تأثير التكنولوجيا والأتمتة على عالم العمل. يُعد هذا التحول الرقمي أحد أهم القضايا التي تواجه مجتمعنا اليوم، حيث يتوقع الخبراء تغييرات عميقة في طبيعة وظائف المستقبل والتدريب المهني اللازم لها. سوف نستكشف هنا كيف يمكن لهذه التقنيات الجديدة أن تعزز بعض الأدوار وأن تحل محل أخرى، بالإضافة إلى الآثار المحتملة على جودة الحياة العملية للموظفين وكيفية التأهب لهذا العصر الجديد.
### الثورة الرقمية وأثرها المتعدد الأوجه
مع تطور الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وغيرها من تقنيات المعلومات الحديثة، شهدنا بالفعل تغيرات كبيرة في الطريقة التي يتم بها أداء العديد من الأعمال. وقد خلق ذلك فرصاً جديدة للشركات والمستهلكين على حد سواء؛ فالتجارة الإلكترونية، على سبيل المثال، لم تعد مجرد رفاهية بل هي ضرورة للاعمال التجارية الصغيرة والكبيرة alike. لكن هذه الابتكارات ليست بدون مخاطر أيضا. فالآلات الآن قادرة على القيام بمهام كانت تُعتبر ذات يوم حصرية للإنسان مثل إجراء العمليات الحسابية الدقيقة أو التعرف على الروبوتات البرمجية الأمنية وغيرها الكثير.
### المنافسة بين البشر والروبوتات: مكانة الإنسان مستقبلاً
إن وجود روبوتات تعمل بكفاءة عالية يطرح تساؤلات حول المكان الذي سيحتله الإنسان ضمن سوق العمل المستقبلي. قد تتطلب بعض الصناعات المزيد من العمالة اليدوية والإبداع البشري بسبب القدرة الانسانية الفائقة على الإبداع والتفاعل الاجتماعي عالي المستوى. ومع ذلك، فإن كثيرًا مما كان سابقًا بحاجة للخبرة الإنسانية أصبح الآن قابلا للأتمتة بدرجة كبيرة. وبالتالي، سيكون التركيز الأكبر ليس فقط على الكفاءة ولكن أيضاً على مهارات حل المشكلات وتقديم الحلول غير التقليدية والتي غالباً ما تكون خارج نطاق القدرات الحالية للذكاء الاصطناعي.
### إعادة التدريب والتعليم مدى الحياة كحل استراتيجي
في ضوء حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الوظائف الناجم عن التحول الرقمي، يصبح التعليم المستمر أمر بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى. يجب تشجيع الأفراد والشركات علي الاستثمار في تطوير المهارات التي ستكون مرغوبة بعد خمس سنوات أو حتى أقل وهي فترة اقصر بكثير مقارنة بالأجيال السابقة. وهذا يعني الانتقال نحو نماذج تعلم مرنة وقابلة للتكيُّف مع الاحتياجات المستمرة للمستخدم النهائي. علاوة على ذلك، ينبغي للحكومات وضع سياساتها بطرق تدعم قدر أكبر من المرونة في حياة المواطنين فيما يتعلق باختيارات الوظيفة وتحسين الوصول الى وسائل الفرصة الاقتصادية الثانية والثالثة وما فوق وذلك عبر دعم برامج إعادة التدريب والبرامج المصممة خصيصا لتلبية احتياجات القرن الواحد والعشرين كما هو مخطط له حالياً .
وفي الختام، رغم كون الجدل الدائر حول آثار التغيير الكبير في بيئة عمل اليوم مثيرا للقلق بالنسبة لكثيرين ، فإنه يجدر بنا النظر إليه بعيون مفتوحة أمام الاحتمالات المحتملة واستعداد كامل لاستقبال العالم الرقمي الجديد بكل جوانبه المختلفة والتكيف معه بشكل فعال ومثمر للغاية. إن فهم تأثيرات تكنولوجيا المعلومات واتخاذ القرارات المدروسة مبنية عليها هما المفتاح لتحقيق نتائج ايجابية طويلة المدى لجميع المعنيين بهذا الموضوع الحيوي والذي يحمل طابع الجيل الحديث وهو **"مستقبل العمل: التحولات الرقمية وتأثيرها على سوق الوظائف".**
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات