الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرع لنا أحكامًا تنهانا عن الفساد، وتوجب علينا الالتزام بالستر والحشمة. إن لباس المرأة المسلمة له شروط وضوابط شرعية يجب مراعاتها، وذلك لضمان سترها وحفظها من الفتنة.
يجب أن يكون لباس المرأة المسلمة ضافياً، بحيث يستر جميع جسمها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، ولا تكشف لمحارمها إلا ما أباحه الشرع، كوجهها وكفيها وقدميها. كما يجب أن يكون ساتراً لما رواءه، فلا يكون شفافاً يرى من ورائه لون بشرتها. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يكون ضيقاً يبين حجم أعضائها، ولا تتشبه بالرجال في لباسها. كما لا يجوز أن يكون فيه زينة تلفت الأنظار عند خروجها من المنزل لئلا تكون من المتبرجات بالزينة.
ومن الضوابط المهمة أيضاً أن لا يشبه لباس المرأة المسلمة لباس الرجال، ولا لباس نساء الكفار. ففي الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال" (رواه أحمد). كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب، حيث قال: "من تشبه بقوم فهو منهم" (رواه أحمد وأبو داود).
أما بالنسبة للألوان والنقوشات، فلا يوجد دليل شرعي يحدد لوناً معيناً للباس المرأة المسلمة. فقد أمر الله تعالى بالستر ولم يخصص لونا معينا ولا نمطا معينا. ومع ذلك، ينبغي أن يكون اللباس ساتراً ومستوراً، بعيداً عن الزينة والفتنة.
وفي الختام، يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم بهذه الشروط والضوابط الشرعية في لباسها عند خروجها من المنزل، وأن تبتعد عن تقليد غير المسلمين في لباسهم وعاداتهم، حفاظاً على هويّتها الإسلامية وشرفها وحيائها. والله أعلم.