تُعتبر مجموعة كتب "الصحاح"، والتي تشتهر أيضًا باسم "صحاح اللغة العربية"، مصدرًا مهمًا للأبحاث اللغوية والتعلم النحوي للشعر العربي القديم. اسم "الـصـحـاح" يعود إلى معاني متعددة مرتبطة بالمحتويات الغنية التي تتضمنها هذه الأعمال الأدبية الثمينة.
أولاً، يشير مصطلح "الصحاح" نفسه إلى حالة الصلاح والدقة والتزكية؛ فمن وجهة نظر لغوية، يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الألفاظ والأحوال المثلى والقواعد المنطقية للغة. وبالتالي فإن تسمية "الصحاح" تعكس محتويات الكتاب الدقيقة والمعيارية فيما يخص القواعد اللغوية والحكم النقدي للنصوص الشعرية القديمة.
ثانياً، يأخذ كتاب "الصحاح" اهتمام خاص بالشعر الجاهلي والشعر الأموي، وهو شعر غني بالألفاظ والمضامين الفريدة. يهدف المؤلفون لهذه المؤلفات إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول بعض الكلمات واستخداماتها غير التقليدية عبر توضيحات مبسطة ودقيقة. وهذا العمل الشرطي يجعلها أكثر صلاحا وأمانة في وصف اللغة وتعليم قواعدها.
كما يمكن النظر إلى الـصـحـاح كرمز للحفاظ على الثقافة العربية وغرسها داخل المجتمع الإسلامي المبكر. فهي ليست مجرد دراسة لغوية وعلم نحوي بل هي جزء من المشروع الأكبر لحفظ تراث العرب وتوثيق تاريخهم الأدبي والثقافي.
في المجمل، يعد استخدام مصطلح "الصحاح" دلالة واضحة على الطبيعة العلمية والموضوعية للدراسات اللغوية المقدمة فيه، فضلاً عن أنها تقدير للتراث الشعري العميق وحمايته له. إنها وثيقة علمية ومعرفية تسعى لتقديم صورة دقيقة ومفصلة عن ملامح اللغة العربية وتاريخها الشفهي المكتوب منذ القدم حتى وقت تأليف تلك الكتب نفسها.
