كيما نكون من أولياء الله سبحانه وتعالى، ينبغي علينا اتباع طريق محدد يتميز بالتقوى والإخلاص والتزام الشريعة الإسلامية. هذا الطريق ليس سهلاً ولكنه يستحق كل عناء وكل تضحية؛ إذ يؤدي بنا إلى رضوان الله ومحبته اللامتناهية.
الخطوة الأولى نحو أن نصبح ولياً لله هي الاعتقاد الراسخ بأن الله وحده المستحق للعبادة. يجب أن نعلم ونؤمن بأن عبادة غيره - كالجن أو الحجر أو البشر - تعتبر شركاً وهو ذنب عظيم في الإسلام. إن تعظيم واحترام الخالق عز وجل يبدأ بتقدير قوته وعظمته، وفهم أنه مصدر الرزق والخلق والحياة.
ثاني هذه الخطوات هو العمل الصالح والاستقامة. هذا يعني أداء الفرائض الدينية مثل الصلاة والصيام وزكاة المال والحج لمن استطاع إليه سبيلا. كما يشمل أيضاً فعل المعروف وترك المنكر حسب القدرة والإمكانيات المتاحة لنا. تصحيح النفس والميل دائماً نحو الخير هما أساس حياة المؤمن الحق وأحد أهم علامات التقوى التي تحظى بها قلوب أولياء الله تعالى.
بالإضافة لذلك، فإن التواصل مع الله عبر الدعاء والدعوات مستمر أمر ضروري جداً. يدعو المسلمون الرب باستمرار طلبا للمساعدة والمعونة، ومعرفة أسرار الأمور واستشفاء النفوس والأبدان. وفي المقابل، يجب عليهم أيضا التحلى بالحكمة والصبر عند مواجهة المحن والنكسات، ليعلموا يقيناً أن ما قدره لهم ربهم خير مهما بدت الظروف قاسية.
وفي النهاية، يحتاج المرء لأن يعيش حياته وفق شرع الله وهديه النبوي الشريف. فهذا الشرع يحوي جميع الأوامر والنواهي بما فيها العبادات والمعاملات والأخلاق الحميدة والتي تعد كفيلة بإرشاد المرء لتحقيق الحياة الكريمة والسعادة الروحية. ومن خلال اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة صحابته الكرام يمكن للعبد تحقيق الدرجة الأعلى من التقوى وهي درجة الولاية بإذن الله وبقدرته الواسعة الغفور الرحيم.