السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب هي واحدة من سيدات الشرف اللواتي قدمن نموذجًا متألقًا للإيمان والعلم والبلاغة. إنها إبنة الفاضلة فاطمة الزهراء، أخت الحسن والحسين رضوان الله عليهم جميعًا. وقد ورد ذكر اسمها ضمن قائمة صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أثبت ذلك الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في مؤلفه "الإصابة في معرفة الصحابة".
ولدت السيدة زينب خلال فترة حياة نبي الإسلام الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مما يدلل على أهميتها الروحية المبكرة. تزوجت من ابن العم الفاضل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ورزقت له ستة أبناء هم علي وعون الأكبر وعباس ومحمد وأم كلثوم ورقية التي توفيت وهي صغيرة السن وجعفر.
اشتهرت السيدة زينب بحكمتها ولطف نظرها وبلاغتها وصلاح شخصيتها الراسخة. إضافة لذلك فإنها تعد إحدى الشخصيات المعروفة بامتلاكها للأصل النسبي مع العلم الديني المتعمق. لقد حظيت بتعليقات ممتازة حول خبرتها وتحدثها عن والدتها فاطمة الزهراء وأم زوجها أسماء بنت عميس بالإضافة لتواصلها مع بعض موالي النبي مثل طهما أو ذكوان. وهكذا استمرت باعتبارها مصدر جذب للمعارف الجديدة عبر العديد ممن حرروا سيرتها الذاتية بما يشمل محمد بن عمرو وعطاء بن السائب وزوجة شقيقها فاطمة بنت حسين وغيرهن الكثير من المؤلفات التاريخية والإسلامية الشهيرة الأخرى.
وعندما جاء وقت الرحيل, فارقت الحياة أثناء وجودها برفقة زوجها عبد الله بن جعفر بدمشق وفق معظم التفسيرات بينما تشير البعض أنها انتقلت للعيش بالمغرب قبل انتقالها للجوار الأمثل رب العالمين صانعا لها مكانا بين أحبابه المقربين بروح الطهر والنقاء المستمرتين. ويبدو أنه ليس هناك توافق علماء واضح بشأن المكان النهائي لدفنها رغم اقتراح ثلاث احتمالات محتملة: دمشق والقاهرة والمملكة العربية السعودية نفسها لكن الأكثر قبولا يبقى وفاؤها وحشد أهل التربة المقدسة بها وذلك بناءعلى ماذكره أغلب المسعودين المهتمين بهذا الجانب المهم للتراث الاسلامي الغني والمتنوع بشكل كبير .