يعد غسل الجمعة موضوعًا مهمًا في الفقه الإسلامي، حيث اختلف العلماء في حكمه بين الوجوب والاستحباب. وفقًا للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة ﵁ عن النبي ﷺ: "إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل"، فإن غسل الجمعة هو أمر واجب على كل محتلم، أي كل مكلف بلغ الحلم. هذا الأمر يدل على الوجوب، حيث أن الأصل في الأمر هو الوجوب.
ومع ذلك، هناك أقوال أخرى من العلماء تذهب إلى أن غسل الجمعة مستحب وليس واجبًا. يستدل هؤلاء العلماء بأحاديث أخرى مثل حديث عائشة ﵁ الذي رواه البخاري ومسلم، حيث قالت: "كان الناس مهان أنفسهم -أي خدام أنفسهم- وكانت تنبعث منهم الروائح فقال ﷺ: (لو اغتسلتم)". هذا الحديث يشير إلى أن الغسل مستحب وليس واجبًا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا تنبعث منهم روائح كريهة.
كما أن هناك قولًا ثالثًا يرى أن الغسل واجب على أهل المهن والعمال الذين تنبعث منهم الروائح الكريهة، بينما لا يجب على غيرهم. هذا القول يستند إلى حديث عائشة ﵁ نفسه، حيث أن النبي ﷺ وجه كلامه إلى أولئك الذين تنبعث منهم الروائح.
في النهاية، يمكن القول إن غسل الجمعة هو سنة مؤكدة، ويستحب لكل مسلم أن يغتسل قبل الذهاب لصلاة الجمعة. ومع ذلك، فإن من ترك الغسل لا يأثم، لأن الغسل ليس واجبًا على الجميع حسب أقوال العلماء.
ومن المهم ملاحظة أن غسل الجمعة ليس فقط لتحضير الجسم للصلاة، بل هو أيضًا تعبير عن التطهير الروحي والنفسي قبل حضور صلاة الجمعة، التي تعتبر يومًا مباركًا في الإسلام.