حذيفة بن اليمان، أحد كبار الصحابة رضوان الله عليه، له مكانة مرموقة في تاريخ الإسلام. هو حذيفة بن اليمان العبسي، من كبار الصحابة الذين أسلموا مبكرًا. كان أبوه قد أصاب دماً فهاجر إلى المدينة، حيث حالف بني عبد الأشهل، فسمّاه قومه "اليمان" لكونه حليفاً لليمانية. ولد حذيفة بالمدينة، وأسلم هو وأبوه، وأرادا شهود غزوة بدر، لكن المشركين صدوهما. شهد حذيفة غزوة أحد واستشهد أبوه فيها.
روى حذيفة عن النبي ﷺ الكثير من الأحاديث، كما روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. استعمله عمر على المدائن، وظل بها حتى وفاته بعد مقتل عثمان رضي الله عنه وبعد بيعة علي رضي الله عنه بأربعين يوماً، وذلك في السنة السادسة والثلاثين للهجرة.
كان لحذيفة دور بارز في فتح الدينور عنوة، وله مناقب كثيرة. كان له مذهب في المداراة، حيث قال: "ما كلام أتكلم به يرد عني عشرين سوطاً إلا كنت متكلما به". كما قال: "إني لأشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله".
في الصحيحين، روى أبو الدرداء أن حذيفة هو صاحب السر الذي لا يعلمه غيره. شهد حذيفة فتوح العراق وله بها آثار شهيرة.
ومن الأحاديث التي رواها حذيفة عن النبي ﷺ قوله: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نُسك ولا صدقة". وهذا يدل على أهمية الحفاظ على تعاليم الإسلام في آخر الزمان.
وفي حديث آخر، قال حذيفة: "كنا مع النبي ﷺ فقال: أحصوا لي كم يلفظ بالإسلام". وهذا يدل على أهمية عداد المسلمين وتسجيلهم في دواوين الجيش عند الحاجة.
بهذا نرى أن حذيفة بن اليمان كان صحابياً جليلاً له مكانة كبيرة في الإسلام، وقد ترك أثراً واضحاً في تاريخ المسلمين.
