تناول لحوم الخنازير محرمٌ في الإسلام بناءً على عدة أدلة قرآنية وسُنية نبوية. يأتي الحظر بشكل أساسي من القرآن الكريم، والذي يذكر الحيوانات المحرمة للاستهلاك البشري في سورة الأنعام الآية 145، حيث يقول الله تعالى "قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنّه رجس". يشير هذا النص بكل وضوح إلى تحريم تناول لحوم الخنازير بسبب وصفها بأنها "رجس"، وهو مصطلح يستخدم عادة للإشارة إلى الشيء القذر أو النجس.
كما أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على حظر استهلاك لحم الخنزير في العديد من الأحاديث الصحيحة. ففي صحيح مسلم، روي أنه قال: "أحل لكم ميتتان ودمان: فأما الميتتان فالسمكة والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال". هذا الحديث يؤكد عدم جواز إباحة أي جزء آخر غير الطحال والكبد من حيوان الخنزير للاستخدام الغذائي.
بالإضافة لهذه الجوانب الشرعية والدينية، هناك أيضًا اعتبارات صحية رئيسية تدعم قرار الحظر. وفقاً لعلماء الصحة العامة والأطباء، تعد اللحوم المصنعة مثل تلك التي تأتي من الخنازير مسبباً محتمل للأمراض الخطيرة بما فيها السرطان وأمراض القلب والشرايين وغيرها. بالإضافة لذلك، يمكن لهذه اللحوم أن تحمل أنواع عديدة من الأمراض المعدية والبكتيريا الضارة والتي قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة للمستهلكين.
وبالتالي، يُظهر التحريم الإسلامي لأنواع معينة من الغذاء كالخنزير ليس فقط تعبيراً دينياً وحكم شرعي، ولكنه أيضاً يعكس نظرته المتقدمة نحو الصحة والعافية البشرية حتى قبل ظهور العلم الحديث وتقدم الطب.