ولد السيد المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- في بيت لحم الواقعة جنوب مدينة القدس بفلسطين الحبيبة، وهي منطقة تُعتبر مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء. هذا الموقع الجليل يحمل مكانة خاصة في التاريخ الديني, فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, مما يجعلها محط اهتمام واعتزاز كبير بين المؤمنين.
بيت لحم تحمل معنى "بيت العذراء"، وهو الاسم الذي ناله المكان بسبب ميلاد النبي عيسى المبارك فيها لعذراء بيضاء طاهرة هي سيدة نساء العالمين مريم عليها السلام. وفقا للتقاليد الإسلامية والعهد الجديد للكتاب المقدس، فإن قصة الولادة الإعجازية لسيدنا عيسى كانت أحداثها تدور حول هذه المدينة العزيزة.
تقع بيت لحم داخل فلسطين المحتلة حالياً، وقد زادت أهميتها الروحية عندما تولى السلطان صلاح الدين الأيوبي حكم المنطقة بعد انتصاره الكبير في حطين عام ١١٨٧ ميلادية؛ فأصبحت مركزاً هاماً للحجاج المسيحيين المسافرين إلى الأرض المقدسة لأداء شعائر القداس وتقديم التعازي للمكان الذي شهد نور الوحي الثاني الذي أرسله الله عز وجل لبني إسرائيل عبر رسول كريم هو ابن أمٍّ بكراً، ليس له أب بشري ولكنه روح منه سبحانه وتعالى.
وبذلك، تتجلى مكانة بيت لحم كمدينة مقدسة ومحفورة عميقاً في ذاكرة التاريخ الإسلامي والديني العالمي، متعددة العبر والحكمة لكل مستمع وعابد صادق ينشد رضوان الرب جل جلاله.