رفض النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعمال الجاهلية لعدة أسباب جوهرية، مستندًا إلى تعاليم الإسلام التي جاء بها. أولاً، كانت أعمال الجاهلية مبنية على الشرك بالله، وهو ما يتعارض مع مبدأ التوحيد الذي يدعو إليه الإسلام. كما رفض النبي أعمال الجاهلية لأنها كانت مبنية على الظلم والعدوان، مثل سفك الدماء بغير حق، والظلم في المعاملات، والاعتداء على حقوق الآخرين.
في سورة القصص، الآيات 56-61، يوضح الله تعالى أن الهداية منه وحده، وأن من أحبهم الله سيوجههم إلى الطريق المستقيم. كما يبين أن ما عنده خير وأبقى من شهوات الدنيا وزينتها. وفي الآية 59، يؤكد الله أن هلاك القرى لا يكون إلا بعد إرسال رسول يتلو عليهم آياته، وأن هلاك القرى لا يكون إلا عندما تكون ظالمة.
بالإضافة إلى ذلك، رفض النبي أعمال الجاهلية لأنها كانت مبنية على التقاليد والعادات التي لا أساس لها من الدين أو العقل. فقد كانت هناك أعمال مثل التفاخر بالنسل والقبيلة، والاعتزاز بالجاه والمال، والتي رفضها الإسلام باعتبارها مصادر للفتنة والفرقة بين الناس.
ومن الأمثلة على ذلك ما حدث عندما كتب مشركو قريش مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم عقدًا لوقف الحرب بينهم، لكنهم أرادوا أن يكتب فيه "محمد بن عبد الله"، بدلاً من "محمد رسول الله". رفض النبي هذا الطلب، لأن ذلك كان يعني الاعتراف بشرعيتهم ورفض رسالته النبوية.
في النهاية، رفض النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعمال الجاهلية لأنها كانت تتعارض مع تعاليم الإسلام التي جاء بها، والتي تدعو إلى التوحيد، والعدل، والرحمة، والمساواة بين الناس.