كان الصحابة رضوان الله عليهم يفرحون بقدوم شهر رمضان، ويستقبلونه بالتهاني والتبريكات، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه. فقد روى الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقوله: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها، فقد حرم".
وكان الصحابة يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. كما روى ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" أن يحيى بن أبي كثير قال: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
وكان الصحابة يحرصون على الاستعداد لرمضان بالتوبة الصادقة، والتفرغ للعبادة، وترك الذنوب والمعاصي. كما كانوا يحرصون على قراءة القرآن في رمضان، وكانوا يكثرون من تلاوته أكثر من غيره. فقد روى ابن رجب الحنبلي أن الأسود كان يقرأ في كل ليلتين في رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث. وكان قتادة يختم في كل سبع دائما، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.
وكان الصحابة يحرصون على قراءة القرآن في المصحف أول النهار في شهر رمضان، كما روى ابن عبد الحكم عن مالك بن أنس أنه إذا دخل رمضان، يفر من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وفي الختام، كان الصحابة يستقبلون رمضان بالفرح والتهاني والعبادة، مستعدين له بالتوبة الصادقة والتفرغ للطاعات، متبعين سنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.