- صاحب المنشور: عاشق العلم
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب. بينما توفر هذه المنصات فرصًا للتواصل والتعلم والمشاركة الثقافية، إلا أنها قد تسبب أيضًا آثارًا سلبية على صحتهم النفسية. هذا المقال يهدف إلى استكشاف تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للجيل الشاب، مستندًا إلى الأدلة العلمية والأبحاث الحديثة.
التأثيرات الإيجابية المحتملة
على الرغم من المخاوف المتزايدة حول الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، هناك بعض الفوائد التي يمكن أن تعزز الصحة النفسية للشباب:
- الاتصال والترابط: يسمح موقع التواصل بالبقاء على اتصال مع الأقارب والأصدقاء حتى عندما يكونوا بعيدين جغرافيًا، مما يحسن الشعور بالأمان والانتماء لدى المستخدمين.
- الدعم النفسي: غالبًا ما يجد الشباب الدعم العاطفي عبر مجموعات الدعم الافتراضية ومجتمعات الإنترنت الخاصة بموضوعات تتعلق بالقضايا الصحية والعقلية.
- تطوير المهارات الشخصية: يمكن أن تساعد مواقع التواصل الاجتماعي في بناء مهارات مثل إدارة الوقت والتعبير عن الذات والإبداع عند الاستخدام بطريقة منتجة.
الآثار السلبية المحتملة
مع ذلك، فإن الدراسات تشير إلى وجود مجموعة من التحديات المرتبطة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعية والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان النفسية:
- الشعور بالنقص: مقارنة نفسهم المستمرة بالمحتويات المثالية التي ينشرها الآخرون (الذي يعرف باسم "التقييم الاجتماعي") يؤدي إلى زيادة القلق وتدني تقدير الذات والشعور بعدم الكفاءة.
- الإدمان والساعات الطويلة أمام الشاشة: يقضي الكثير من الشباب وقتاً طويلاً يومياً داخل العالم الرقمي مما قد يعيق علاقاتهم الواقعية ويؤثر على النوم والصحة العامة.
- التنمر الإلكتروني والتنمر عبر الانترنت: تعرض حوالي نصف طلاب المدارس الثانوية للتحرش أو التنمر عبر الإنترنت وفقاً لدراسة حديثة أجرتها Pew Research Center ، وهو أمر له تأثير كبير على الصورة الذهنية للأفراد وصحتهم العقلية.
- الحصول الزائد للمعلومات والمعرفة غير الصحيحة: المعلومات المغلوطة المنتشرة بكثافة عبر الإنترنت لها القدرة على خلق حالة من الخوف وعدم اليقين بين الجمهور خاصة فيما يتعلق بأمور الصحّة والجوانب الاجتماعية الأخرى الحساسة.
ومن الجدير بالذكر أنه رغم كل تلك الجوانب السلبية المقترنة باستخدام شبكات الاتصال، ليس جميع الشباب معرضين لنفس مستوى الضرر نفسيًا؛ حيث تلعب عوامل عديدة دورًا هاماً كالعمر والخلفية العائلية والثقة بالنفس وغيرها من المؤثرات الخارجية الداخلية مجتمعيا واسريّا وشخصيّا أيضا. لكن الأمر واضحٌ بأن التدخل الحكوماتي والقانوني والحملات الإعلامية التعليمية ضروري لتوجيه واستخدام أفضل لهذه التقنية الحديثة لصالح فئة كبيرة كالجيل الجديد الذي يعدّ قادة الغد بلا شك!
وفي نهاية المطاف، يبقى الحل الأمثل تكمن بتوعية أفراد المجتمع خصوصا منهم الفئات العمرية الصغيرة حول طرق التعامل المدروس والواعي مع وسائل الاعلام الجديدة وكيف يستطيعون تحقيق توازن بين متطلباتها وأولويات حياتهم اليومية مثل الترفيه والاسترخاء والدراسة والأنشطة الرياضية مثلا بالإضافة للاستقرار الأسري وزيارات الأرحام وما شابهها لما فيه صلاح الدين وخيريته بإذن الله تعالى .