بعد فترة من الدعوة السرية التي استمرت ثلاث سنوات، بدأ النبي محمد ﷺ في الجهر بدعوته إلى الإسلام. هذا التحول في أسلوب الدعوة جاء نتيجة لتوجيهات ربانية واضحة، حيث أمر الله تعالى نبيه بالجهر بدعوته في سورة الشعراء الآية 214: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ". هذا الأمر الإلهي جاء بعد أن أكمل النبي ﷺ مهمة الدعوة السرية، والتي كانت تهدف إلى اختبار إيمان المؤمنين الأولين وتحصينهم ضد الضغوط الخارجية.
مرحلة الجهر بالدعوة كانت مرحلة انتقالية بين السرية والجهر العام. خلال هذه المرحلة، واصل النبي ﷺ دعوته لأقربائه وأهل مكة، مع الحفاظ على سرية أماكن التجمع والحركة للمسلمين. هذه المرحلة كانت بمثابة جسر بين طبيعة المرحلة السرية وطبيعة الجهر العام.
كان جهر النبي ﷺ بالدعوة بمثابة إعلان رسمي عن رسالته للناس أجمعين. لقد دعا قومه إلى الإسلام، محذراً إياهم من عذاب شديد إذا لم يتبعوا دعوته. هذه الخطوة الجريئة كانت بمثابة تحدٍ كبير لقريش، الذين كانوا يخشون أن تؤدي دعوة الإسلام إلى فقدانهم لسلطتهم ومكانتهم الاجتماعية.
من المهم أن نلاحظ أن جهر النبي ﷺ بالدعوة لم يكن يعني التخلي عن سرية أماكن التجمع والحركة للمسلمين. بل كان يعني فقط أن النبي ﷺ أصبح أكثر انفتاحاً في دعوته، دون أن يتخلى عن الحذر اللازم لحماية أتباعه.
في الختام، جهر النبي ﷺ بالدعوة كان نتيجة طبيعية لتطور الدعوة النبوية. لقد كان بمثابة إعلان رسمي عن رسالة الإسلام للناس أجمعين، مع الحفاظ على سرية أماكن التجمع والحركة للمسلمين. هذه المرحلة الانتقالية كانت بمثابة جسر بين طبيعة المرحلة السرية وطبيعة الجهر العام، مما مهد الطريق للجهر العام بالدعوة في المستقبل.