• صاحب المنشور: طاهر الدين التازي
  
  ملخص النقاش:
  

  إن الثورة الرقمية الحديثة لها تداعيات عميقة ومباشرة على اقتصاد العالم وأسواق العمل. هذه التغيرات التقنية المتسارعة، والتي تقودهها الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من الأدوات التكنولوجية المتقدمة، تؤثر بطرق متعددة ومتنوعة على الوظائف القائمة وتولد فرص عمل جديدة. يمكن رصد بعض هذه التأثيرات الرئيسية فيما يلي:

الأتمتة والاستبدال

إحدى أهم تأثيرات التكنولوجيا هي زيادة الأتمتة واستخدام الآلات والأنظمة الالية لتحل محل البشر في أداء الأعمال الروتينية والمادية. هذا يهدد العديد من الوظائف التي تتطلب قوة عاملة ذات مهارات محدودة ولكن قد يخلق أيضا طلبا جديداً للعمال الذين يستطيعون التعامل مع هذه التقنيات الجديدة وصيانتها وتحديثها.

الوظائف الناشئة

في المقابل، هناك العديد من الفرص الجديدة التي تم إنشاؤها نتيجة لتقديم تطبيقات تكنولوجية مختلفة. فمثلاً، أصبح الطلب كبيرًا على مطوري البرمجيات والأمن الإلكتروني وعلماء البيانات والمهندسين المعماريين للمباني ذكية. كما يشهد مجال الصحة الرقمية نموا كبيراً مما خلق حاجة لمختصين في الطب عن بعد والديموغرافيا الصحية.

تعزيز الكفاءة والإنتاجية

يمكن للتكنولوجيا أيضًا تعزيز الإنتاجية والكفاءة عبر الصناعات المختلفة. فعلى سبيل المثال، يمكن لأنظمة إدارة المشاريع المحوسبة تحسين الجدولة والتخطيط التشغيلي بينما تساهم الأنظمة المساعدة الحاسوبية في التصنيع الدقيق بتوفير الوقت وتقليل النفايات.

جدار المهارات

مع ذلك، فإن التحولات الجذرية في مجالات العمل غالبًا ما تخلف خلفها جدار فاصل بين العمال ذوي المستوى التعليمي العالي والعاملين بالمستويات الدنيا. ويصبح تحديث القدرات والمعرفة ضرورياً للغاية لمن يريد البقاء تنافسيًا في سوق العمل الحديث.

القضايا الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتكنولوجيا

قد تستحث التغييرات الضخمة الناجمة عن التطور التكنولوجي تغييرات اجتماعية واقتصادية كبيرة. فقد يؤدي ارتفاع نسبة البطالة بسبب الاستعاضة بالآلي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية وقد يتطلب الأمر سياسات عامة مصمّمة لدعم الانتقال نحو اقتصاد قائم أساسا على المعرفة.

هذه مجرد نظرة عابرة لما تبدو عليه صورة مستقبل العمل وكيف ستكون مسرحيتها تحت تأثير الموجتين الثانية والثالثة من الثورات الصناعية والتي تعتبر التكنولوجيا الآن واحدة من أهم المحركات الرئيسية لها.