الحرابة هي إحدى الجرائم الخطيرة التي عُرفت منذ القدم وكانت موجودة حتى قبل نزول الشريعة الإسلامية، ولكنها حظيت بتحديد واضح وصريح في الفقه الإسلامي. يُعرّف الفقهاء حد الحرابة بأنّه "الاعتداء بالسلاح على الطريق العام بهدف السرقة أو القتل". هذا التعريف يعكس أهمية الأمن والاستقرار الاجتماعيين.
في النص الشرعي, ورد ذكر الحرابة بشكل متكرر في القرآن الكريم والسنة النبوية. ففي سورة الأنفال الآية 65 يقول الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ جَنَاحٌ وَمَا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا نَصِيرٌ}. وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري, قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من لم يرع حرمات المسلمين فليس منهم." هذه الأدلة تشدد على ضرورة احترام حقوق الأفراد والمجتمع والحفاظ عليها.
للحرابة أنواع مختلفة، منها ما هو مرتبط بالسرقة كالسرقات المرتكبة ضد الأشخاص أثناء سيرهم بين أماكن سكناهم وأسواقهم، والتي تُعتبر نوعاً من الأنواع الفرعية للحرابة. وقد وضع العلماء شروطاً محددة لهذه العقوبات لتكون عادلة وعادلة فقط عندما يتم تطبيق الحد بناءً على تلك الشروط.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هناك فرق بين الحرابة والفئة الأخرى المعروفة باسم "السراق"، رغم وجود بعض التشابهات بينهما. بينما تنطبق الحرابة غالبًا على أعمال الاعتداء باستخدام السلاح بدافع الخوف والخنوع، فإن "السرقات" قد تتم بدون استخدام قوة أو تهديد مباشرين للضحية. ومع ذلك، يمكن اعتبار كلاً منهما جريمة خطيرة بحسب السياقات المختلفة والقوانين المحلية والدولية المتعلقة بالأمن والأمان.
إن فهم مفاهيم مثل الحرابة أمر أساسي ليس فقط لفائدة الطلاب والعاملين في المجالات الدينية مثل الاستشاريين الدينيين والمدرسين الشرعيين، بل أيضا للمواطنين الذين يسعون إلى معرفة المزيد حول دينهم وتعاليمه وشروطه العملية للنظام العام والنظام الاجتماعي. إن دراسة الحدود والشرائع الشرعية تساعد المجتمع المسلم على تحقيق الانضباط الأخلاقي وحماية حقوق جميع أفراده وتعزيز ثقافة السلامة العامة.