عاش قوم النبي نوح - عليه السلام - في منطقة تسمى "ساد" والتي تعتبر جزءاً من أرض بلاد ما بين النهرين الواقعة حالياً في العراق. كانت هذه المنطقة غنية بالمياه والأرض الخصبة مما جعلها مقصداً مناسباً للسكن والبقاء. وفقاً للتقاليد الدينية والتاريخية، نشأت حضارة قوم نوح بالقرب من نهر الفرات ونهر دجلة الذين كانا يرويان الأرض ويوفرا موارد طبيعية وفيرة.
كان موقع ساد مهمّاً كونه يقع وسط شبكة طرق تجارية رئيسية تربط آسيا الغربية وشمال أفريقيا. وقد استفاد القوميون الناحيون من هذا الموقع الاستراتيجي لتعزيز ثقافتهم والتبادل التجاري مع الشعوب الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود المياه بوفرة ترك أثراً واضحاً على نمط الحياة والثقافة المحلية.
على الرغم من عدم توفر معلومات دقيقة حول تفاصيل حياتهم اليومية بسبب قدم الحدث، إلا أن القصص القرآنية والسرديات التاريخية تشير إلى أنهم مارسوا الزراعة وصيد السمك واستغلوا الثروات الطبيعية المتاحة بكفاءة عالية. كما يُذكر أن لديهم تقديس خاص للنبع والمياه الجارية التي ربما تأثرت بتجارب الفيضان وبالتالي أصبح لها دور بارز في معتقداتهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية.
في نهاية المطاف، عندما جاء وقت هلاك تلك الأمة غير المؤمنة وتعهد الله بنوح بأن ينجو هو ومن آمن معه فقط، هاجر نوح ومؤمنون آخرون عبر سفينة تحفة فنية مصنوعة خصيصاً لهذه المهمّة الهائلة. وبعد الطوفان الكبير، نزلت السفينة عند جبل جودي الواقع الآن في تركيا وهو الأمر المشار إليه ضمن الآيات القرءانية. وهكذا أنهت رحلة طولها أكثر من قرن مليئة بالتحديات حياة قوم نوح الأولى تحت سقف منزلهم القديم بسد.