سوق عكاظ، أحد أشهر أسواق العرب في الجاهلية، يحمل اسمًا غنيًا بالمعاني. كلمة "عكاظ" في اللغة العربية تعني القهر، الحبس، الفخر، التجادل، والتحاج، وكلها صفات تتناسب مع طبيعة هذا السوق. فقد كانت العرب تجتمع فيه لتتجادل وتتفاخر في الأدب والشعر والتجارة. البعض يرى أن الاسم مشتق من "التعاكظ"، أي التفاخر.
سوق عكاظ، الذي افتتح بعد عام الفيل بخمس عشرة سنة، كان يقع بالقرب من الطائف في السعودية. كان يقام في نصف ذي القعدة وحتى نهاية الشهر، حيث كانت قبائل العرب تقصده أثناء ذهابها إلى الحج. كان السوق يجمع بين السياسة والأدب، حيث كان الخطباء يقصدونه لإلقاء خطبهم، وكانت القصائد السبع المعروفة للافتخار بفصاحتها معلقة فيه.
كان سوق عكاظ سوقًا تجاريًا كبيرًا لأهل الجزيرة، حيث كان فيه خمر من العراق وغزة وبصرى، وسمناً من البوادي، وبروداً وأدماً من اليمن، وأدوات السلاح والطيب، والحرير والأحذية والمعادن، وزيوت الشام وزبيبها وغيرها. كما اشتمل على بيع الحيوانات والإنسان؛ فقد كان يعرض الرقيق.
بالإضافة إلى ذلك، كان سوق عكاظ مجمعًا أدبيًا ولغوياً يحتوي محكّمين يقيّمون ما يُعرض عليهم من شعراء القبائل المختلفة. كان الشعراء يستغلون تجمّع الناس في السوق لإلقاء أفضل ما لديهم من شعر، مما أدى إلى شهرة قصائدهم بين الناس.
بهذا، نرى أن اسم "عكاظ" يعكس طبيعة هذا السوق كمركز للتجادل والتفاخر في الأدب والتجارة، بالإضافة إلى دوره كمنصة للشعراء لعرض أعمالهم.