في الأدبيات الإسلامية والتاريخ العربي القديم، هناك حدث بارز للغاية يتميز بحدث غريب ومثير للاهتمام إلى درجة أنه أصبح شاهدا رئيسيا لتغيير اسم السنة التقويمية العربية. هذا الحدث هو ما يعطي الاسم "عام الفيل"، وهو واحد من أكثر السنوات شهرة في تاريخ العرب قبل ظهور الإسلام.
يعود سبب التسمية بشكل أساسي إلى محاولة هجوم قامت بها جيوش الحبشة ضد مكة المكرمة التي كانت مركزاً روحانياً هاماً للأديان القديمة بما فيها الوثنية والعقائد الأخرى غير المنحرفة آنذاك. وفقا للتقاليد الإسلامية، قاد هذه الحملة أبو ربيعة أمير الحبشة، ولكنها لم تكن ناجحة بسبب الظروف الغريبة التي واجهتها القوات الغازية.
الدافع الرئيسي لهذه الرحلة العسكرية كان القلق الناجم عن انتشار العقيدة الجديدة بين عرب الجزيرة، والتي بدأت تتحدى النظام الديني التقليدي للحبشة. ومع ذلك، وبحسب الروايات التاريخية، فإن الهجوم فشل بشدة بسبب مجموعة عجيبة ومتنوعة من المصائب الطبيعية والكوارث البشرية. تقول بعض النصوص الدينية والأثرية إنه بعد وصول الجيش اليمنى، ظهر سرب كبير من الطيور البيضاء الضخمة - والمعروفة باسم النعام في الثقافة المحلية - فوق مخيم الجنود الحبشيين وأشعلوا النار فيه باستخدام حجارة الشعاب الموجودة حول المدينة المقدسة. بالإضافة لذلك، تعرض الجيش لغضب السكان المحليين الذين قاوموا بشراسة وحققوا انتصاراً كبيراً أدى إلى تراجع القوات المغتصبة تماماً نحو عاصمتها في بلاد أفريقيا الجنوبية.
هذه الأحداث الجريئة وغير المتوقعة جعلت الناس يطلقون على تلك السنة الواحدة لقب "عام الفيل". يشير مصطلح "الفيل" هنا ليس فقط إلى الأعداد الهائلة للنعام التي شاركت فيما يبدو وكأنها معركة سماوية، ولكنه أيضاً رمز للقوة والسلطة في ثقافتهم البدوية. لقد اعتبر المجتمع السعودي وقتئذٍ تحرير وطنهم من الاحتلال الخارجي إنجازا عظيما يستحق تسجيله بطريقة فريدة وتصوره صورة البطل الأقوى والمؤثر عالمياً - الفيل الأعظم.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن ذكر "عام الفيل" يأتي ضمن القرآن الكريم كرد فعل مباشر للإشارة لهذا الحدث الاستثنائي والتأكيد عليه باعتباره علامة دالة على قوة القدر والخالق سبحانه وتعالى أمام خطط الإنسان وضعفه الإنساني. يُعتبر هذا التأكيد دليلا آخر على أهميته ودوره المركزي كموضوع طالما تم نقاشه واستعراض شخصيته في الكتاب المقدس الإسلامي وما ترتب عليه لاحقا من تأثيرات سياسية وفكرية داخل مجتمع الجزيرة العربية.