الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
تعد عمليات التجميل من المواضيع التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمعات الإسلامية، حيث تتنوع أهدافها بين إزالة العيوب والتشوهات، وتحسين المظهر الخارجي. وفيما يلي نستعرض ضوابط وشروط إجراء عمليات التجميل في الإسلام، استناداً إلى فتاوى المجمع الفقهي الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
ضوابط وشروط إجراء عمليات التجميل:
- المصلحة الشرعية: يجب أن تحقق الجراحة مصلحة معتبرة شرعاً، كإعادة الوظيفة وإصلاح العيب وإعادة الخلقة إلى أصلها.
- عدم الضرر: لا يترتب على الجراحة ضرر يربو على المصلحة المرتجاة من الجراحة، ويقرر هذا الأمر أهل الاختصاص الثقات.
- الطرق الأخرى: لا يكون هناك طريق آخر للعلاج أقل تأثيرا ومساسا بالجسم من الجراحة.
- التوافق مع النصوص الشرعية: لا يترتب عليها مخالفة للنصوص الشرعية، مثل نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تشويه الخلقة أو التشبه بالآخرين.
- قواعد التداوي: تراعى فيها قواعد التداوي من حيث الالتزام بعدم الخلوة وأحكام كشف العورات وغيرها، إلا لضرورة أو حاجة داعية.
الأحكام الشرعية لعمليات التجميل:
- جواز الجراحة الضرورية والحاجية: يجوز شرعاً إجراء الجراحة التجميلية الضرورية والحاجية التي يقصد منها:
- إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها، لقوله سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} [العلق:4].
- إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.
- إصلاح العيوب الخلقية مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع والأسنان، والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي أو معنوي مؤثر.
- إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها، مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر في حالة سقوطه خاصة للمرأة.
- إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً.
- تحريم الجراحة التحسينية: لا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعا للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف، وتكبير أو تصغير الشفاه، وتغيير شكل العينين، وتكبير الوجنات.
3