حكم قطيعة الرحم في الإسلام

حرم الإسلام قطيعة الرحم واعتبرها من الكبائر التي توجب غضب الله وعقابه. فقد حث الدين الإسلامي على الألفة والمودة بين المسلمين، خاصة في حق ذوي الرحم، حي

حرم الإسلام قطيعة الرحم واعتبرها من الكبائر التي توجب غضب الله وعقابه. فقد حث الدين الإسلامي على الألفة والمودة بين المسلمين، خاصة في حق ذوي الرحم، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (الأنعام: 164). وهذا يعني أن كل شخص مسؤول عن أفعاله ولا تتحمل نفس خطأ وتبعات خطأ نفس أخرى.

في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال لها: مه. قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فذاك". (رواه البخاري ومسلم)

كما قرن الله تعالى قطع الأرحام بالفساد في الأرض، فقال: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" (محمد: 22). وهذا يدل على خطورة قطيعة الرحم وضرورة الابتعاد عنها.

ومن الكبائر التي ذكرت في الحديث النبوي الشريف هي قطيعة الرحم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع". (متفق عليه)

وفي الحديث الآخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآية: "الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ". (متفق عليه)

ومن المن بالعطية من الأخلاق الذميمة التي لا تصدر غالبا إلا من بخيل أو معجب بنفسه، كما قال القرطبي رحمه الله تعالى: "المن غالبا يقع من البخيل والمعجب".

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى من قطيعة الرحم وأن يسعى لإصلاح العلاقات مع ذوي الرحم، ففي ذلك رضا الله وبركة في الحياة الدنيا والآخرة.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات