نزلت سورة النصر، والتي تُعرف أيضًا بسورة التوديع، في يوم عظيم من أيام الإسلام، وهو يوم عرفة في حجة الوداع. هذا الحدث التاريخي وقع في السنة العاشرة للهجرة، عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
وفقًا لرواية ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "نزلت هذه السورة (النصر) على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق بمنى وهو في حجة الوداع". هذه الرواية تؤكد أن السورة نزلت في أجواء فريدة من نوعها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة حج، وهي آخر رحلة حج قام بها قبل وفاته.
كما ورد في رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن السورة نزلت بعد فتح مكة، حيث قال: "لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال: 'إنه قد نعيت إلي نفسي فبكت ثم ضحكت، وقالت أخبرني أنه نعيت إليه نفسي فبكيت، فقال اصبري فإنك أول أهلي لحاقاً بي فضحكت'". هذا يدل على أن السورة نزلت بعد تحقيق النصر والفتح، مما يعزز فكرة أنها نزلت في حجة الوداع.
بالإضافة إلى ذلك، يذكر القرطبي أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت جميعًا، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن آيات متفرقة نزلت بعدها، وأخيرًا آية (البقرة) وهي قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾.
في الختام، يمكن القول إن سورة النصر نزلت في يوم عرفة في حجة الوداع، وهي آخر سورة نزلت جميعًا، مما يجعلها حدثًا تاريخيًا مهمًا في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.