الفاسقون، حسب التعريف الإسلامي، هم أولئك الذين يرتكبون المعاصي ويتجاهلون تعاليم الدين والإرشادات الأخلاقية التي وضعها الله سبحانه وتعالى. هذه تسمية ليست فقط لوصف سلوك الشخص ولكن أيضا لإبراز أهمية الالتزام بالشريعة الإسلامية والدعوة إلى العودة للحق والصواب.
في القرآن الكريم والسنة الشريفة، هناك تمييز واضح بين المؤمن والفاسق. أما الفاسق فهو الشخص الذي يعصي أوامر الله ويلجأ إلى الحرام والنواهي الدينية. هذا قد يشمل أشياء مثل شرب الخمر، الزنى، السرقة، القتل الغير مشروع وغيرها من الأفعال المحرمة.
على الرغم من أن كل مسلم معرض للإغراءات والزلل، إلا أنه يُتوقع منه الاستقامة والعيش وفقاً لما فرضه الشرع. إذا ارتكب شخص ما خطيئة ولكنه بعد ذلك تاب وعاد إلى الطريق الصحيح، فإنه ليس بفاسق. لكن عندما يستمر المرء في الخطيئة ويصر عليها رافضًا الرجوع إلى الحق مرة أخرى، عندها يمكن تصنيفه كفاسق.
دور الفاسق في المجتمع غالبًا ما يكون سلبيًا. فهم قد يؤثرون بشكل عام سلبًا على الآخرين من خلال نشر الأفكار والمعايير غير القانونية دينياً. بالإضافة لذلك، فإن عدم التزام هؤلاء الأشخاص بتعاليم الدين قد يؤدي إلى انتشار الجهل والتطرف بين المجتمع. ومع ذلك، ينبغي علينا دائماً تقديم النصح والحث على الخير لهم، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الناس معادن كمعادن الذهب والفضة".
ومهما بلغ مستوى فسوق أي فرد، فإن باب التوبة مفتوح دائمًا أمام الجميع طالما كانت نيتهم صادقة واستقامتهم حقيقية. التوبة هي رحمة إلهية وتعيد الإنسان إلى الحياة الطيبة المستقيمة. وبالتالي، دور الفاسق داخل المجتمع يمكن تحويله نحو الإيجابية عبر تشجيعه على التصحيح والاستقامة.