اهتم الإسلام بالمحافظة على الصحة البدنية والعافية بشكل شامل، حيث اعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الدين الإسلامي. ففي القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد العديد من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أهمية الصحة البدنية والحفاظ عليها.
يقول الله تعالى في سورة البقرة: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (البقرة: 195)، مما يدل على تحريم إيذاء النفس والحرص على سلامتها. كما يؤكد الله تعالى في سورة النساء: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" (النساء: 29)، مما يدل على حرمة قتل النفس أو إيذائها.
ومن القواعد الكلية العامة في الشريعة الإسلامية ما يؤكد على ذلك، مثل قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، والتي تعني أن كل ما ثبت ضرره ثبت تحريمه. وهذا يدل على حرص الشريعة الإسلامية على المحافظة على صحة الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة.
كما اهتم الإسلام بالبيئة المحيطة بالإنسان، حيث حرم الله سبحانه وتعالى لحم الخنزير لنجاسته ومضرته، كما ورد في سورة الأنعام: "قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهراق لغير الله به" (الأنعام: 145).
وفي الحديث النبوي، نجد توجيهات واضحة للحفاظ على الصحة البدنية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان له شعر فليكرمه"، مما يدل على أهمية العناية بالشعر والحفاظ عليه. كما قال صلى الله عليه وسلم: "طهروا هذه الأجساد"، مما يشير إلى أهمية النظافة الشخصية والحفاظ على الصحة البدنية.
بالإضافة إلى ذلك، نجد في الحديث النبوي توجيهات حول الرياضة البدنية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"، مما يدل على أهمية التوازن في تناول الطعام والحفاظ على الصحة البدنية. كما نجد في الحديث النبوي تشجيعًا على الرياضة البدنية، مثل قصة تصارع النبي صلى الله عليه وسلم مع ركانة، مما يدل على أهمية تقوية الجسم والحفاظ على الصحة البدنية.
وفي النهاية، يمكن القول إن الإسلام يقدم نهجًا شاملاً للحفاظ على الصحة البدنية والعافية، حيث يجمع بين المحافظة على الصحة البدنية والعقلية، ويحث على العناية بالبيئة المحيطة بالإنسان، ويقدم توجيهات عملية للحفاظ على الصحة البدنية من خلال الرياضة والتغذية السليمة.