امتد حكم الدولة العثمانية لأكثر من ستة قرون مُمتدة بين القرن الرابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وهو ما يعكس قوة واستدامة هذه الإمبراطورية التي كانت رمزاً للسلطة والعظمة في العالم الإسلامي خلال تلك الفترة التاريخية الهامة. أسس السلطان عثمان غازي الدولة عام 1299 م وأصبح حكمها يهيمن تدريجياً على مساحات واسعة من الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا وآسيا الصغرى وشمال أفريقيا أيضاً.

تُعرف فترة ازدهار الدولة العثمانية باسم "العصر الذهبي"، والذي امتد تقريبياً منذ النصف الثاني للعهد الفاطمي حتى بداية القرن الثامن عشر. طوال هذا الوقت، حققت الإمبراطورية تقدماً كبيراً في مختلف المجالات بما فيها الأدب والفلسفة والعمران والصناعة والتجارة وغيرها الكثير. لكن مع مرور الزمن بدأت القوى الاستعمارية الأوروبية بالتمدد نحو مناطق نفوذها مما أدى إلى انحسار قوتها شيئاً فشيئاً.

بعد سلسلة طويلة من الحروب والمعارك الداخلية والخارجية، انهارت الإمبراطورية رسمياً في العام 1922 ميلادية عندما تم إنشاء الجمهورية التركية الحديثة تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك. رغم ذلك، تركت الدولة العثمانية بصمة عميقة ودائمة عبر تاريخ البشرية بفضل إنجازاتها العديدة والمختلفة والتي أثرت بشكل كبير على الثقافة العالمية عموماً والإسلامية خصوصاً.