عبد الرحمن بن عوف: رائد الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة

كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد رواد الدعوة الإسلامية منذ بدايتها الأولى، وهو واحد ممن أسلموا مبكرًا قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى

كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أحد رواد الدعوة الإسلامية منذ بدايتها الأولى، وهو واحد ممن أسلموا مبكرًا قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان أبوه تاجرًا ثريًّا أدخله باب التجارة وتعلم منها الكثير. بعد وفاة والده تولَّى شؤون ماله ووسعه رزقه حتى أصبح من أثرياء قومه، لكنه كان معروفًا بتقواه وحسن خلقه وكرم أخلاقه.

عندما سمع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام، سرعان ما استجاب لها واعتنق الدين الجديد فور سماعه للقرآن الكريم مباشرة. وشهد غزوات بدر وأحد والخندق وغيرها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له مواقف بطولية تدلُّ على إيمانه الراسخ وتمسكه بدينه. كما شارك أيضًا في فتح مصر ضمن جيوش عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

اشتهر عبد الرحمن بن عوف بكرمه وعطائه، فقد كانت له بصمة واضحة في مساعدة الفقراء والمحتاجين خلال حياته وبعد وفاته أيضًا؛ ففي وصيته الأخيرة خصَّص قسم كبير من أمواله لإنفاقها على الفقراء والمساكين. ولم يكن ذلك مفاجئًا لمن يعرف صفاته الحميدة التي امتاز بها طيلة فترة وجوده بين الناس. وقد حظي بشرف الإشادة والتقدير من الخلفاء الراشدين الذين عرفوه وتعاملوا معه، ومنهم علي بن أبي طالب الذي قال فيه: "ما رأيت رجلاً أكثر تقوى ولا أكثر خيراً منه".

توفي رحمه الله ودفن بجوار صحابي آخر شهير هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما جميعاً، تاركاً إرثًا عظيمًا ليس فقط كأحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أيضاً كملهم كريم ومعطاء سخي القلب. إن حياة عبد الرحمن بن عوف مليئة بالحكمة والعبر والدروس القيمة لكل مسلم يسعى للسلوك سبيل الهداية والصلاح والاستقامة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات