• صاحب المنشور: المكي بن علية
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور التكنولوجيا الرقمية بوتيرة غير مسبوقة، أصبح العالم أكثر اتصالاً وترابطاً. هذا التحول التقني لم يترك قطاع التعليم جانباً؛ إذ أثرت هذه الثورة التكنولوجية على الطريقة التي نتلقى بها المعلومات وكيف نستوعبها. وفي حين توفر التكنولوجيا عدداً كبيراً من الفرص لتحسين العملية التعلمية، إلا أنها تحمل أيضاً تحديات تتطلب الاهتمام والإدارة الفعالة.

الفرص:

1. التعلم الشخصي: تعتبر الأدوات التفاعلية مثل الألعاب التعليمية، البرامج التدريبية عبر الإنترنت (MOOCs)، وأنظمة إدارة التعلم (LMS) بمثابة أدلة متاحة حسب الحاجة لكل طالب بمعدل تعلمه الخاص وبمحتوى يُناسب اهتمامه وقدراته. يمكن لهذه المنصات تقديم دورات حسب السرعة المعتمدة بواسطة المتعلم، مما يعزز تجربة التعلم الشخصية ويحسن الاحتفاظ بالمعلومات.

1. الوصول إلى محتوى واسع ومتنوع: يتيح الوصول العالمي للإنترنت للأفراد استكشاف مجموعة هائلة من المواد الدراسية والدروس والمناقشات الجماعية، سواء كانت مجانية أو مدفوعة الرسوم. وهذا يسمح بتبادل المعرفة بين الثقافات المختلفة ويعطي الطلاب فرصا للتواصل مع خبراء من مختلف المجالات حول العالم.

1. تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين: غالبًا ما تتضمن تقنيات القرن الواحد والعشرين أمثلة واقعية ومهام عملية، مما يساعد الطلاب على تطوير المهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل الحالي - كالقدرة على حل المشكلات، التفكير الناقد، الإبداع، واتقان اللغة العربية.

التحديات:

1. الاستخدام الزائد للشاشة: قد يؤدي الاعتماد الكبير على الأجهزة الإلكترونية خلال اليوم إلى مشاكل صحية جسدية وعقلية لدى المستخدمين الشباب، خاصة فيما يتعلق باضطراب النوم وضعف التركيز واضطرابات العين. لذلك، ينبغي تطبيق قواعد تنظيم استخدام الوسائط الرقمية لحماية الصحة العامة للمستخدمين الصغار والكبار أيضاُ .

1. تهميش الجانب الاجتماعي: بينما توسعت الخيارات التعاونية عبر الشبكة العنكبوتية العالمية لتوفير بيئات تعلم اجتماعيّة افتراضيَّة غنية بالمحتوى والاستجابة الفورية للحوار؛ فإن هذا قد يقوض التواصل وجهًا لوجه والحضور البدني داخل الفصل الدراسي الذي يعد ضروريا لبناء العلاقات الاجتماعية والثقافة الجامعية . وهذه قضية تستدعي دراسة معمقة لفهم مدى تأثير ذلك السلبي المحتمل وطرق الحد منه .

1. الخصوصية والأمان: تشكّل البيانات الشخصية أحد المخاطر الأمنية الكبيرة عندما يتم جمع بيانات شخصية حساسة بدون موافقات قانونية مناسبة، حيث يمكن للاختراقات الأمنية وانتهاكات خصوصية الأفراد أن تعرض معلومات حساسة للإفشاء العلني الأمر الذي يستوجب الشفافيَّة والصراحة لإرشاد مستخدمي تلك الخدمات بشأن سياساتها الخاصة بكيفيه حماية بيانات أفراد المجتمع المدني .

وبالتالي فإنه رغم كل العقبات المطروحة أعلاه ، تبقى تكنولوجيا الاتصالات الحديثة موردا ثمينا لصالح التعليم بشرط التعامل بحذر وإيجابية تجاه آثارها المحتملة بالسلب والإيجاب حتى تتم الاستفادة القصوى منها وفق خطط علمية مدروسة جيدًا تضمن تحقيق الفائدة المثلى لكلا طرفي العملية التربوية " طلاب ومعلمين" .