الإسلام والإيمان والإحسان: فهم أعمق للدين الإسلامي

الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله و

الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.

اعلم أن [الإيمان] و [الإسلام] يجتمع فيهما الدين كله، وقد كثر كلام الناس في [حقيقة الإيمان والإسلام] ، ونزاعهم، واضطرابهم. وقد صنفت في ذلك مجلدات، والنزاع في ذلك من حين خرجت الخوارج بين عامة الطوائف. ونحن نذكر ما يستفاد من كلام النبي ﷺ، مع ما يستفاد من كلام الله تعالى فيصل المؤمن إلى ذلك من نفس كلام الله ورسوله، فإن هذا هو المقصود. فلا نذكر اختلاف الناس ابتداء، بل نذكر من ذلك في ضمن بيان ما يستفاد من كلام الله ورسوله ما يبين أن رد موارد النزاع إلى الله وإلى الرسول خير وأحسن تأويلا، وأحسن عاقبة في الدنيا والآخرة.

فنقول: قد فرق النبي ﷺ في حديث جبريل ﵇ بين مسمى [الإسلام] ومسمى [الإيمان] ومسمى [الإحسان] . فقال: " الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ". وقال: " الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ".

الإسلام هو الظاهر من الدين، وهو ما يظهر على الجوارح والأفعال الظاهرة، وهو شرط أساسي لدخول الإسلام. أما الإيمان فهو الباطن من الدين، وهو ما يختص به القلب من التصديق والإقرار. والإحسان هو أعلى درجات الدين، وهو أن يعبد العبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن العبد يراه فإنه يراه.

الإيمان والإسلام والإحسان كلها مترابطة ومتكاملة، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. فالإسلام هو أساس الإيمان، والإيمان هو أساس الإحسان. فمن أقام الإسلام على جوارحه وأفعاله الظاهرة، ثم أقام الإيمان في قلبه بالتصديق والإقرار، ثم أقام الإحسان في عمله وخلقه، فقد أتم دينه وأكمل إيمانه.

ومن هنا يتضح أن الإسلام والإيمان والإحسان هي درجات متدرجة في الدين الإسلامي، كل منها يرتبط بالآخر ويستند إليه. فمن أراد أن يكون مؤمنا حقا عليه أن يجمع بين هذه الدرجات الثلاث، وأن يعمل بها جميعا في حياته اليومية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات