يعد كلٌّ من غار حراء وغار ثور مكانين مقدسَين يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بتاريخ النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الإسلامية. يقع هذان الغاران ضمن منطقة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.
غار حراء: بوابة الوحي الأولى
يتواجد غار حراء أعلى جبل النور، والذي يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات شمال شرق الكعبة المشرفة بمكة. يُعتبر هذا الموقع ذا أهمية كبيرة لأنه المكان الذي نزل فيه جبريل لأول مرة لنقل الوحي والنبوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال شهر رمضان المبارك قبل بداية البعثة النبوية بخمس عشرة ليلة تقريبًا حسب الروايات التاريخية.
في الحديث الشريف كما رواه الإمام أحمد وابن سعد وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا لم يقصد وجهته إلا وقد توجه نحو بيت المقدس حتى انقطع ذلك بعد الهجرة". وهذا يدلُّ على تقديس الصحابة رضوان الله عليهم لهذه الزاوية المباركة.
غار ثور: ملاذ الرسول الكريم أثناء الهجرة
أما بالنسبة لغار ثور، فهو يوجد جنوب غرب المدينة المنورة قرب قرية سليمان الفرعية وحوالي خمسة عشر كيلومتر من المسجد النبوي الشريف. لقد لجأ إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برفقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للاختباء مدة ثلاث ليالٍ اثناء رحلتهم المؤلمة للهروب من قريش التي كانت تطارد حياتهما بسبب الدعوة للإسلام.
وتستذكر البشرية جمعاء هذه الأحداث العظيمة والتي كتبت فصل جديد في تاريخ الإنسانية برمتها عندما استقبلت قبيلة بني عمرو بن عوف المسلمين بالمدينة المنورة كدليل حي على قوة الايمان ونبل التعامل بلطف واحسان تجاه الضيف بغض النظرعن خلفياتهم الدينية والثقافية المختلفة.
إن زيارتكما لهذين المعلمين المهيبين يمنح زائريهما فرصة فريدة للتواصل الروحي والتاريخي مع أحداث عظيمة ومقدسة تركت أثرها عبر القرون ومازالت مصدر إلهام للأجيال الجديدة لتعميق إيمانهم وتثبيت صفوفهم أمام ظلام الجهل والكفر.
