الصبر من أبرز الأخلاق التي حث عليها الإسلام، حيث ورد ذكره في القرآن الكريم في تسعين موضعًا، كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل. الصبر في الإسلام ليس مجرد تحمل للمصائب، بل هو صفة كريمة وعاقبة حميدة، حيث يؤكد القرآن الكريم على أهميته في العديد من الآيات.
يُعتبر الصبر من أركان الإيمان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن". فالمؤمن يواجه المصائب والصعوبات بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره، مع العلم بأن كل ما يحدث هو بإذن الله وقدره.
في الإسلام، الصبر له عدة أنواع، منها: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معاصيه، والصبر على أقدار الله. كل هذه الأنواع من الصبر تؤدي إلى الأجر والثواب العظيم، كما قال تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
كما أن الصبر هو عون وعدة للمؤمن، حيث أمر الله بالاستعانة به في مواجهة المصائب والشدائد. قال تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ". والصبر أيضًا هو جنة عظيمة من كيد العدو ومكره، كما قال تعالى: "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا".
وفي الجنة، يسلّم الملائكة على الصابرين بقولهم: "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ". فالصبر في الإسلام هو مفتاح الفرج والنجاة، وهو صفة كريمة يجب على كل مسلم أن يسعى لتحقيقها.