أروع أبيات شعر حزن وخيبة الأمل: نشيد خبيب بن عدي قبل وفاته

خبيب بن عدي رضي الله عنه، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. وتعد قصته مع النشيد الذي غناه قب

خبيب بن عدي رضي الله عنه، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. وتعد قصته مع النشيد الذي غناه قبيل استشهاده واحدة من أكثر القصص تأثيراً وحزناً في الثقافة الإسلامية. كان خبيب قد أسره المشركون بعد غزوة أحد، وأرادوه أن يشهد ضد المسلمين مقابل حياته. لكنه رفض بشجاعة ورفق قائلاً: "والله لو علمتم ما عندي من العداوة لكم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم لأحببت أن يأتيني سبعون رجلاً مثلكم، فأقتلهم واحداً بعد واحد".

في تلك المحنة الرهيبة, كتب خبيب آخر كلماته التي تحولت إلى نشيد مؤثر يعبر عن إيمانه وعدالته حتى النهاية. أولاً, عبّر عن ثقته بالله ووعده بالنصر رغم الألم والمحن: "لَئِنْ مَتُّ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَيَّ... فَسَوْفَ يُعْذِرَنِي يا ربِّ". ثم انتقل إلى الثورة على الظلم واستنكار ظلامة القوم لرسالتهم الخالدة: "ما لي سِلْمٌ إلّا مَعَلُوكا/ ولا أحظى برحمةٍ إلا ذلولاً". هذه الجملة تصور كيف يرى المسلم الحق الحق فقط وليس هناك طريق للصلح مع الظلم.

وفي جانب آخر, نجد تعبير الحنين للأرض الطاهرة للتجمع الأخير للمؤمنين المباركين: "إلى الأرض المقدسة أحب أن أموت/ بين الصحراء والجبال الشامخة"، متوقعا موته شهيدا مستجيباً للهدف الأعلى للإسلام - نشر العدالة والدفاع عنها. أخيرا, عبر عن عزيمته غير المتزعزعة وانتظاره لملاقاة الرب الكريم: "إذا قويت عليّ الدنيا اشتدت مذاهبي/ فكيف إذا سلطني إليها إلهي؟!".

كل بيت شعري من هذا النشيد يدل على قوة الإيمان وشجاعة الروح الإنسانية التي يمكن لها الصمود أمام أقسى أنواع الضغط النفسي والجسدي عندما تكون مرتكزة على أساس ثابت من الدين والإخلاص تجاه رسالة وجود الإنسان البشري.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer