علامات الوقف في القرآن الكريم: أهميتها وأحكامها

علامات الوقف في القرآن الكريم هي من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها، وهي داخلة تحت الأمر في قوله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" (ا

علامات الوقف في القرآن الكريم هي من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها، وهي داخلة تحت الأمر في قوله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" (المزمل: 4). وقد بين الإمام ابن الجزري رحمه الله أنواعه بالتفصيل، ومن ضمن ما بينه أن الوقف على رؤوس الآيات سنة مطلقا. قال علي رضي الله عنه: "الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف".

علامات الوقف الموضوعة في المصاحف هي علامات اجتهادية، وأنه لا يجب الالتزام بها وجوبًا شرعيًّا ما لم يتعمد القارئ وقفًا يفسد المعنى، أو بداية تفسده. قال الإمام السيوطي في الإتقان: "قولهم: لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه ولا كذا، قال ابن الجزري: إنما يريدون به الجواز الأدائي، وهو الذي يحسن في القراءة ويروق في التلاوة، ولا يريدون بذلك أنه حرام ولا مكروه، اللهم إلا أن يقصد بذلك تحريف القرآن وخلاف المعنى الذي أراده الله، فإنه يكفر فضلا عن أن يأثم".

وعلى الرغم من أن علامات الوقف اجتهادية ومختلف فيها، إلا أن هناك بعض المواضع التي لا يمكن أن تكون محل اختلاف ويجب الاتفاق عليها. فعلى سبيل المثال، وضع علامة عدم جواز الوقف عند كلمة "إله" من قوله تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (محمد: 19)، وعند كلمة "النبوة" من قوله تعالى في آل عمران: "مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ" (آل عمران: 79)، وعند كلمة "البر" من قوله تعالى في آل عمران: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" (آل عمران: 92).

ومع ذلك، فإن وضع علامات زائدة غير موجودة بالمصحف المطبوع لا يعتبر تحريفًا للقرآن. فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى سابقة أن علامات الوقف الموضوعة في المصاحف إنما هي علامات اجتهادية، وأنه لا يجب الالتزام بها وجوبًا شرعيًّا ما لم يتعمد القارئ وقفًا يفسد المعنى، أو بداية تفسده.

في الختام، يجب على القارئ الالتزام بالوقوف عند نهايات الآيات أو نهاية المعاني وعدم الوقوف بين الكلمات المتعلق بعضها ببعض أو التي يوهم قطع بعضها عن بعض خلاف المعنى المراد من الآية. وإن انقطع نفس القارئ قبل نهاية المعنى فلا حرج عليه


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer