في رحلة الدعوة النبوية، احتلت قصة أول من أسلم من الأطفال مكاناً مرموقاً في تاريخ الإسلام. هذا الطفل البالغ من العمر ست سنوات فقط كان له دور بارز في نشر رسالة الحق والخير التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يُذكر اسم هذا الفتى كأحد الأعلام الأولى للإسلام وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
علي بن أبي طالب ولد قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة تقريباً، وكان ابن عم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وولد في نفس البيت الذي ترعرع فيه الرسول الكريم. منذ نعومة أظافره، ظهرت علامات الفطنة والذكاء لدى علي، مما جعل النبي يعتني به وبتربيته شخصياً. عندما دعا الله سبحانه وتعالى الناس لعباده الواحد، لم يكن هناك شك بأن سيكون علي أحد أوائل المستجيبين لهذه الدعوة.
كان الخوف قد ملأ قلوب العديد ممن سمعوا دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن قلب علي الصغير كان مليئا بالشجاعة والإيمان. ففي يوم واحد بعدما سأل النبي المسلمين "من أنتم"، رد علي بجرأة قائلاً: "نحن المهاجرون إلى رسول الله". وهذا التصريح الجريء يعكس قوة إيمانه المبكر ومشاركته الصادقة مع الرسول.
بعد ذلك اليوم، بدأ علي يساهم بشكل فعال في مختلف جوانب الحياة الإسلامية تحت رعاية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لقد أصبح جزءاً أساسياً من المجتمع المسلم الناشئ وأظهر تفانياً عالي المستوى في الدفاع عن العقيدة الجديدة ودعم صحابة الرسول الذين واجهوا المضايقات والعقوبات بسبب دينهم.
وفي سن الحادية عشرة، حقق علي إنجازاً آخر حيث شارك في غزوة بدر كأصغر مقاتل مسلح بين صفوف المسلمين. هذه الإشارة تعبر ليس فقط عن صدقه وتفانيه، ولكن أيضاً عن ثقته العميقة بإرشادات وصلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إن قصة علي بن أبي طالب هي شهادة رائعة للأثر القوي للطفولة المتدينة والقائمة على الإيمان في تشكيل مستقبل المجتمع والأمة برمتها. إنه رمز للتزكية الروحية التي يمكن تحقيقها حتى ضمن ظروف تحديات كبيرة، وهي مثال حي لإمكانيات الثبات والتقدم للأجيال الشابة التي تتبع خطوات المؤمنين الأقوياء قبلهم.