الغيبة والنميمة من الآفات الخطيرة التي حذر منها الدين الإسلامي، فهي تعد اختراقاً لخصوصية الآخرين ونشر للفساد بين الناس. الغيبة هي ذكر شخص أمام آخر بما يكرهه فيه؛ أما النميمة فهي نقل الحديث السيء بغرض إحداث الفرقة والشقاق بين الأفراد.
في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أكد الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على ضرورة تجنب هذه الأفعال الضارة. قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضًا أيكم يطّلع" (الحجرات: 12). وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ترون ما أنتم عليه اليوم؟ قالوا نعم يا رسول الله. قال فإنما هو كأحد هذين الصبح إذا طلعت شمس النهار لم ير شيئا حتى تزول". هذا الحديث يشير إلى أهمية الحفاظ على سمعة الآخرين وعدم نشر الافتراءات عليهم.
تعتبر الغيبة والنميمة من المحرمات لأنها تتسبب في إيذاء الآخرين وتدمير الثقة بين أفراد المجتمع المسلم. يؤدي ذلك إلى انتشار الفتن والبغضاء داخل المجتمع الإسلامي، مما ينافي مبادئه القائمة على الوحدة والأخوة والتراحم. كما أنها تضر بالفرد نفسه حيث تنقل السمعة السيئة له لدى غيره ويمكن أن تؤدي إلى حرمانه من الرحمة والمغفرة يوم القيامة.
على المسلمين التحلي بالأخلاق الفاضلة والاستعفاف عن مثل هذه التصرفات غير المرغوب فيها. فعلى كل مسلم تعزيز أخلاقه وطبعاته الحميدة، كالصدق والحكمة والصبر وحسن الظن بالناس، لتجنب الوقوع في فخ الغيبة والنميمة والإسهام بدلاً من ذلك في بناء مجتمع متماسك ومترابط تحت ظل العقيدة الإسلامية القويم.