- صاحب المنشور: ولاء بن القاضي
ملخص النقاش:تمثّل التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) تحولًا كبيرًا في حياتنا اليومية، وقد أثار هذا الموضوع نقاشات جديرة بالتأمل داخل المجتمعات الإسلامية. يتمحور النقاش حول كيفية استخدام التكنولوجيا لخدمة القيم والمبادئ الإسلامية دون أن تُصبح عائقًا أمامها. هناك فريق من المفكرون يرى في الذكاء الاصطناعي فرصة لتعزيز الأخلاق والقيم، بينما يحذِّر آخرون من أنه إذا استُخدم بشكل غير موجَّه قد يؤدي إلى عواقب سلبية.
فرصة لتعزيز الأخلاق
يعتبر خلف الغنوشي وحسن بن شريف من المؤيدين لاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تجلب فائدة كبيرة للمجتمعات إذا استُخدمت بحكمة وعقلانية. يشيرون إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا طبعيًا، بل هو مجرد أداة قادرة على تحسين حياة الأفراد والمجتمع. يؤكِّد خلف الغنوشي على ضرورة استخدام هذه التكنولوجيا لدعم وتحسين المجتمع بطرق تتماشى مع قيمنا الإسلامية، مؤكِّدًا على أهمية تجنب التطبيقات العشوائية التي قد تزعزع هذه القيم.
التحديات والخطر المحتمل
من ناحية أخرى، يشير حسن بن شريف إلى أن التجارب التاريخية مع الأدوات والتكنولوجيا تؤدي غالبًا إلى إهمال القدرة الفكرية للأفراد، مما يسمح بتطور أشكال من الزيف. هذا المخاوف تدعو إلى التأمُّل في كيفية ضمان وجود فهم عميق للقيم الإسلامية، بحيث لا تصبح مجرد "شعارات فارغة" عند دخول التكنولوجيا المجتمع.
الأهمية الاستراتيجية
يؤكِّد نصار بن الماحي أن هناك جزءًا من المجتمع يعانق موقف التشاؤم تجاه الذكاء الاصطناعي، حيث يُنظر إليه على أنه تهديد بحت للقيم والتقاليد. ومع ذلك، يشير المفكرون مثل خلف الغنوشي وحسن بن شريف إلى أن التحدي هو في كيفية توجيه هذه الأداة لتكون مضافًا للقيم، بدلاً من ذلك. يُعتبر ذلك جزءًا من عملية مستمرة تشبه إلى حد كبير السياسات والتعليم التقليدي في المجتمع.
نحو استخدام ذكي
في نهاية هذه النقاشات، يظهر أن الطريق إلى تحقيق التوافق بين الذكاء الاصطناعي والقيم الإسلامية ليس سهلاً ولا مؤكدًا. يتطلب ذلك جهودًا مشتركة بين المفكرين، العلماء، القادة المجتمعيين، وأصحاب السياسات لضمان أن تطوير التكنولوجيا يتماشى مع قيمنا الإنسانية والدينية. فقط بذلك سيُمكننا من استخدام هذه الأدوات لتحقيق التقدُّم المستدام دون أن نضيع في الفجوة بين التكنولوجيا والإرث الثقافي.