عدد ركعات صلاة التراويح: الرأي الشرعي والآراء المختلفة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح على أقوال مختلفة، بناءً على الأدلة الشرعية ا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح على أقوال مختلفة، بناءً على الأدلة الشرعية المتاحة. يرى بعض العلماء أن العدد المفضل هو عشرون ركعة، مستندين إلى حديث ابن عمر في الصحيحين الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى". كما استدلوا بحديث السائب بن يزيد الذي رواه مالك في الموطأ، حيث قال: "كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة".

ومن جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن العدد المفضل هو إحدى عشرة ركعة، مستندين إلى حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة".

وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً، بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة. وأضاف أن الأمر فيه سعة، ولا يحكم على من صلى ثلاثاً وعشرين بالبدعة.

وفي النهاية، يمكن القول إن صلاة التراويح لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد عددها أثر، وإن ثبت من فعله أنه لم يكن يزيد على ثلاث عشر ركعة. ولذلك فالأمر فيها سعة، ولا يحكم على من صلى أكثر أو أقل من هذا العدد بالبدعة. والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين، فالأمر فيه سعة ومرونة.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer