سورة الضحى، وهي السورة التاسعة والتسعون في القرآن الكريم، تعد من السور المكية، وآياتها إحدى عشرة آية. ترتبط هذه السورة ارتباطًا وثيقًا بسورة الليل التي سبقتها، حيث تأتي كاستمرار لرسالة الرحمة والبركة من الله تعالى للنبي محمد ﷺ.
تبدأ السورة بالقسم بالضحى والليل، مما يعكس أهمية الوقتين في حياة الإنسان. ثم تأتي الآيات لتؤكد على حقيقة أن الله تعالى لم يترك النبي ﷺ ولم يبغضه، بل هو في مكانة عالية عند الله. كما توعده الله تعالى بأن يعطيه ما يرضيه في الآخرة، مما يثلج صدره ويرضي قلبه.
تتضمن السورة أيضًا ذكرًا لطف الله تعالى مع النبي ﷺ في طفولته، حيث وجده يتيمًا فآواه، ووجدته ضالًا فهداه، ووجدته عائلاً فأغناه. هذه الآيات تبرز رحمة الله تعالى وبركاته في حياة النبي ﷺ، وتذكرنا بأن الله تعالى لا يترك عباده في الشدائد.
كما تشير السورة إلى أهمية التعامل مع اليتيم والسائل بالرحمة واللطف، حيث نهى الله تعالى عن قهر اليتيم أو نهره. وفي نهاية السورة، يدعو الله تعالى إلى الحديث عن نعمته، مما يعزز فكرة أن نعمة الله تعالى لا تعد ولا تحصى.
هذه السورة تحمل رسالة قوية من الله تعالى للنبي ﷺ وللمسلمين جميعًا، وهي رسالة الأمل والرحمة والبركة. فهي تذكرنا بأن الله تعالى معنا في كل وقت وحين، وأن رحمته واسعة، وأن نعمائه لا تعد ولا تحصى.