تعد عملية غسل وتكفين الميت جزءاً أساسياً من شهادة الإسلام، وهي تعكس احترام ومحبة المسلمين للموتى وحرصهم على أدائها وفق ما جاء في السنة النبوية المطهرة. هذه العملية ليست مجرد طقوس دينية فحسب، بل هي أيضاً عامل مهم في تهيئة الجسد للراحة الأبدية. سنستعرض هنا الخطوات التفصيلية لهذه العملية الهامة وكيف يمكن القيام بها بشكل صحيح وعادل.
يبدأ الغسل عادة عند نقل الميت إلى المكان المخصص للغسل، والذي يُطلق عليه اسم "المسجد". يتم اختيار مكان مناسب ونظيف وخالي من الروائح القوية التي قد تؤثر على الرائحة الطبيعية للجسد. بعد ذلك، يبدأ الرجال الرجال والنساء النساء بإعداد الأدوات اللازمة لغسل الجثمان، والتي تشمل الماء النقي، الصابون الخفيف، المناشف الناعمة والمياه الدافئة.
بعد تجهيز الأدوات والأماكن اللازمة، يأتي دور إزالة الملابس القديمة واستبدالها بملاءات نظيفة وجديدة. ثم تبدأ مرحلة الغسل الفعلية، حيث يقوم شخص واحد بغسل كل طرف من أطراف الجسم بدءاً بالرأس حتى القدمين. يستخدم مغسول الميت ماءً دافئاً مع كميات قليلة جداً من الصابون لإزالة أي أوساخ أو آثار خارجية. عندما يصل المرء إلى نهاية الجزء السفلي من الجسم، يتم قلب الجثة برفق لتتم مساحة أخرى من البشرة. تتكرر عملية الغسل عدة مرات للتأكد من تمام النظافة.
بعد الانتهاء من الغسل، يتم تجفيف الجسد جيدًا باستخدام المناشف الناعمة لمنع البلل الزائد. بعد التجفيف، يوضع الثوب الابيض الخاص بالتكفين تحت الرجل اليمنى ويُلف حول الجسد بطريقة محكمة ومنظمة. توضع يداه فوق صدره وأخيرًا تغطي رأسه بوسادة صغيرة تسمى "العقال". هذا اللباس هو رمز العزة والكرامة أمام الله تعالى ولا يجوز لمحارم المتوفّى رؤية وجه الشخص أثناء ارتداء ملابس التكفين إلا إذا كانت المرأة متزوجة ولديه أبناء ذكر فقط.
في النهاية، تعتبر تكفين الميت خطوة هامة للحفاظ على كرامته واحترامه حتى لحظة دفنه. إنها فرصة أخيرة لمساعدة أخينا أو أختنا في رحلات الحياة الآخرة كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. إن اتباع هذه التعليمات بحذر ودقة أمر ضروري لتحقيق الهدف المنشود وهو الاستعداد الأمثل للسفر الأخير نحو دار القرار.