- صاحب المنشور: حميدة البارودي
ملخص النقاش:
تشهد المحادثة بين هؤلاء الخبراء مجموعة متنوعة من الآراء حول ظاهرة التدويل الثقافي. يبدأ النقاش مع العديد منهم الذين يؤكدون على ضرورة الفصل بين ما إذا كانت هذه الظاهرة تعد "تبادل ثقافي" مشجعاً، وما إذا كانت تتخذ منحنى مدمر للهويات المحلية.
Mahmoud Aloui, أحد المشاركين, يقترح أن التبادل الثقافي قد يكون مفيدا لو حدث بتوافق الجميع واحترام كل طرف الآخر. لكن عندما يتحول هذا إلى فرض سلطان وتجاهل للثقافات المحلية، عندها تصبح المسألة تستحق البحث. وهو يدعو إلى تحقيق الموازنة حتى لا يتم الاستبدال بالقوة.
Hichem Elmedni, بدوره, يتفق جزئيًا مع Mahmoud Aloui, لكنه يحذر من خطر التحول نحو فرض هيمنة ثقافية باسم التواصل. ويصف الوضع بأنه مشابه لاستعمار اللغة والثقافة، حيث تُستخدم التراث الثقافي للأمم الأخرى في خدمة منظور مغاير. يسأل: هل يتم هذا بأمانة تامة وبناء على موافقة جميع الأطراف؟ أم انه شكل من اشكال قهر اللغة والفكر الأحادي?
Mariam Altunsi تعزز وجهة نظر Hichem Elmedni, موضحة الفرق بين التبادل الثقافي الحر والكبت غير المباشر للموروثة الثقافية الأصلية. يظهر ان بعض الجهات تسعى لطمس التعريف الذاتي والشكل الخاص للتعبير لصالح رؤيا عالمية أحادية الجانب. وهي تؤكد على الحاجة لحفظ الهوية الثقافية وعدم قبول تقبل ادعائها بانها مجرد إعادة تعريف - فهذه طريقة مضلله ومؤذية لمحاولة إلغاء هويتنا.
Krim Ben Nasser, في المقابل, بينما اعترف بحالات إيجابية للتدويل الثقافي، إلا انه ذكر أيضاً الوضع المؤلم الذي يخفي فيه محو الهويات الاصيلة خلف واجهة تبدو كمشاركة ثقافية صحية. وينصح بالنظر في السياقات الاقتصادية والاجتماعية الدافعة لهذه السياسة الشكلانية. يشدد Karim على أن التدويل الثقافي أكثر بكثير مما يوحي به مجرد التفاهم المشترك; انه قضية سلطة وهيمنة ذات بعد عميق ومتعدد الطبقات.
Finally, Zahry Bouanani يشاركه الرأي فيما يتعلق باستخدام مصطلح "استعمار لغوي وثقافي" لتوصيف الحالة. وفقا له، الغاية منها ليست فقط تقديم وجهة نظر مختلفة للحياة ولكن أيضًا قلب نظرتنا الطبيعية للعالم باستخدام نماذج الفكر الخاصة بهم. ويختتم بضرورة الثبات على الانغماس في الجذور الثقافية وتجنب قبوله بلا نقاش لأي محاولات جديدة للاستحلاب التفكير التقليدي لدينا.
جميع الأعضاء اتفقوا عموما على أن قضية التدويل الثقافي حساسة للغاية وهي تحتاج لمراجعة دقيقة بعيدآ عن أي تغييرات محتملة تهدد الأمن الروحي والعاطفي لكل فرد وأمة.
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات