يُعتبر البحث عن أماكن دفان الأنبياء والتابعين جزءاً أساسياً من التعبد الإسلامي، لما لها من رمزيتها الدينية العميقة. بالنسبة لنبي الله يوسف بن يعقوب -عليهما السلام- فإن موقع قبره محل جدل بين المؤرخين والمفسرين. وفقاً للتقاليد الإسلامية، بعد وفاة النبي يوسف عليه السلام، تم دفن جسده في مدينة ناصرة مصر التي كانت عاصمة الدولة الهيكلسونية آنذاك. هذه المدينة الحديثة تعرف الآن باسم "المنشأة"، وهي تقع جنوب محافظة البحيرة المصرية.
ومع ذلك، هناك روايات أخرى تشير إلى احتمالية وجود مقابر متعددة مرتبطة بالنبي يوسف. أحدها في منطقة باب الحديد بالقاهرة، وآخر في قرية تسمى "دير أبي حيش" بمصر أيضاً. ولكن الأكثر قبولا هو الموقع الأول بناءً على الروايات التاريخية والأثرية المتداولة منذ القدم.
في هذا السياق، يعتبر المسجد الذي أقيم فوق القبر مكان عبادة ومعلم تاريخي هام للمسلمين حول العالم. رغم عدم اليقين المطلق بشأن المكان الفعلي للقبر بسبب مرور الزمن الطويل، يبقى التوجه نحو المسجد وسيلة لإحياء ذكرى حياة وفداء النبي الكريم. إنها طريقة إظهار الاحترام والإجلال له ولرسالته الخالدة.