في الإسلام، يُعتبر الزواج عقدًا مقدسًا يؤدي دورًا حيويًا في الحياة الفردية والجماعية للمسلمين. وقد وضع الدين الإسلامي ضوابط وشروطًا مهمة تختص بمواصفات الزوجة الصالحة، والتي تتوافق مع القيم والأخلاقيات المحمدية. هذه المواصفات ليست فقط ضرورية للحفاظ على وحدة الأسرة وسمو العلاقات بين الأزواج، ولكنها أيضًا تحمي الأفراد من الانزلاق نحو الخطايا والمعاصي.
وفق الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضوان الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، "يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، يشير هذا النص إلى أهمية الزواج باعتباره سلاحًا ضد شهوات النفس ورغباتها غير المشروعة. فالزواج ليس مجرد علاقة شخصية؛ بل هو نظام اجتماعي يحقق توازنًا نفسياً واجتماعياً للإنسان المسلم.
كما أكدت السنة النبوية على أهمية اختيار شريك الحياة المناسب، والذي يتمتع بالأمانة والإخلاص وحسن التعامل. فقد جاء عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، حديث فيه إشارات واضحة حول ما ينصح به الرسول الكريم فيما يتعلق بهذا الجانب. إذ يقول الراوي: "جاء ثلاثة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نسائه للاستفسار عن عباداته، وعندما أخبرهن بأن عباداته كانت كالعادية تماماً تعجبوا قائلين 'والله لقد تغبطنه'. هنا ظهر رد فعل مباشر من قبل المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه رغم خشيته وتقواه إلا أنه أيضاً يعيش حياته بصورة طبيعية ويؤكد على أهمية اتباع نهجه." وهذه الإشارة تعتبر دليل واضح على قدرة الإنسان المتوازنة في تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة وتحقيق رضا الرب عز وجل.
ومن الجدير بالملاحظة أن هناك حالات خاصة يمكن فيها النظر للزواج كمستحب وليس واجباً. مثال ذلك الرجل القادر بدنياً ومعنوياً ولكنه يخاف الظلم من جانب زوجته المستقبلية أو منعها لحقوقه الشرعية. وفي مثل تلك الحالة قد يكون ترك الزواج أكثر ملائمة له حسب رأي علماء الدين الإسلامي. أما حالة كون المرء في منطقة مليئة بالحروب والصراع خارج أرض المسلمين مما يجعل وجود أفراد آخرين عرضة للأذى فتكون هناك حرمة مؤقتة للزواج حتى زوال سبب المنع المؤقت.
وبالتالي، فإن تحديد وإتقان مواصفات الزوجة الصالحة أمر أساسي لكل مسلم يرغب بدخول حياة جديدة قائمة علي أساس متين مبني علي محبة واحتواء وفهم عميق للدين والعادات والتقاليد الاجتماعية للعائلة الجديدة المرتقب انضمامه لها تحت سقف بيت واحد. ومن ثم فإن فهم المعايير الروحية والمادية والنفسانية الواجب توفرها داخل الشخصية الأنثوية التي سيختارها ليصبح نصفها الآخر خطوة أولى هامة جداً باتجاه بناء منزل سعيد وصالح بإذن الله تعالى.