يعد ختم القرآن الكريم من الأعمال العظيمة التي يستحب للمسلم أن يختمها، ولهذا العمل فضائل عظيمة وأجور جزيلة. وقد وردت أدعية مأثورة يمكن للمسلم أن يدعو بها عند ختم القرآن، بالإضافة إلى سنن مستحبة في الدعاء بعد الختم.
من الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند ختم القرآن ما رواه أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند ختم القرآن: "اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة". كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعاء آخر عند ختم القرآن، وهو: "اللهم إنني أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الإيمان والغنيمة من كل بر السلامة من كل شر".
ومن السنن المستحبة في الدعاء بعد ختم القرآن أن يلح المسلم في الدعاء، وأن يدعو بالأمور المهمة والكلمات الجامعة، وأن يكون معظم ذلك أو كله في أمور الآخرة وأمور المسلمين. كما يستحب للمسلم أن يدعو بالصلاح لولاة الأمور، والتوفيق للطاعات، والعصمة من المخالفات، والقيام بالحق عليهم، وظهورهم على أعداء الدين.
ومن الأدعية الجميلة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند ختم القرآن ما رواه أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، وهو: "اللهم أنا عبيدك وأبناء عبيدك وأبناء أماتك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو نزلته في شيء من كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وسائقنا وقائدنا إليك والى جناتك جنات النعيم ودارك دار السلام مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين".
وفي الختام، فإن ختم القرآن الكريم عمل عظيم يستحق من المسلم أن يختمه بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يحرص على اتباع الأدعية المأثورة والسنن المستحبة في الدعاء بعد الختم.