في الفكر الإسلامي، البرزخ هو الفترة التي تقع بين الحياة الدنيوية والموت والحياة الأخروية. هذا المصطلح مشتق من كلمة "بَرَز"، والتي تعني أدّى إلى مفارقة الشيء وظهوره بشكل واضح. ومن الناحية الروحية والدينية، يشير البرزخ إلى الوقت الذي يبدأ فيه الإنسان رحلته نحو العالم الآخر، حيث تتوقف جميع الأحاسيس الجسدية ولكنه يبقى مستعداً للجزاء بناءً على أعمال حياته الدنيا.
وفقاً للمعتقد الإسلامي، تبدأ مرحلة البرزخ مباشرة بعد الوفاة وتستمر حتى يوم القيامة. خلال هذه الفترة، يتم تحضير الأموات للحساب الأخروي وفقاً لدرجة إيمانهم وأعمالهم الصالحات أثناء وجودهم في الحياة الأرضية. يتميز البرزخ بوجود روحانية خاصة ونوع من الجزاء المؤقت للأموات. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يُعطيان تفاصيل حول ظروف وعقوبات وعذاب الأبرار والفجار في عالم البرزخ.
على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الواقعة الآيات رقم 89-96: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ." هنا يؤكد القرآن على النفخة الثانية التي ستحدث عند بداية يوم القيامة، ولكن قبل ذلك هناك فترة البرزخ التي تمر بها النفوس البشرية.
بالإضافة لذلك، تشير الحديث النبوي القدسي إلى حالة الأرواح بعد موتهم وكيف أنها تبقى محتفظة بحواسها وببعض الحركات البدنية كالأكل والشرب والاستلقاء وغيرها مما يسمح لها بالشعور بالحالة الجديدة لهم. كما أكدت أحاديث أخرى بأن المجرمين يعاقبون في قبورهم بينما يستمتع العابدون بالنعيم فيها.
وفي النهاية، فإن فهم طبيعة البرزخ جزء مهم من التصوف الإسلامي والثقافة الدينية العامة لأنه يساعد المسلمين على زيادة يقظتهم تجاه الموت والتخطيط لحياة أخلاقية وصلاحية أكثر استعداداً لما ينتظرهم بعد الرحيل عن الدنيا.