سب الدين من أشد الكبائر وأعظم الذنوب في الإسلام، وهو كفر أكبر مخرج من الملة. فقد ورد في القرآن الكريم: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" (التوبة: 65-66). هذا النص القرآني يؤكد أن الاستهزاء بالله ورسوله وأياته هو كفر، وبالتالي فإن سب الدين يعتبر كفراً أكبر.
في الحديث النبوي الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" (رواه البخاري). هذا الحديث يوضح أن من ينعت أخاه المسلم بكافر، فهو قد باء بهذه التهمة. وبالتالي، فإن سب الدين، الذي هو نوع من النعت بالكفر، يعتبر كفراً أكبر.
من يسب الدين يكفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وقد سئل الشيخ عليش المالكي عن رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر، أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى.
الواجب تجاه من يسب الدين هو الإنكار عليه ونصحه ودعوته إلى التوبة. إذا استجاب، فهذا هو المطلوب. أما إذا أصر على كفره وسبه الدين، فهو مرتد يعامل معاملة المرتدين. يجب إظهار كراهية ما هو عليه وتحذير الناس منه وإنكار قوله حال تلفظه بسب الدين سواء قال ذلك بمحضر الناس أو منفردا. لا يجوز الانبساط معه ولا مجالسته حين تلفظه بسب الدين.
إذا لم يتب المرتد، يجب رفع أمره إلى القاضي لعل ذلك يردعه. وإذا لم يكن هناك حاكم شرعي يقوم بحق الله تعالى، ولم تكن إلا المحاكم المدنية، يمكن تهديده بشكواه للمحاكم، فإن كثيراً من القوانين الوضعية تجرم سب الأديان والتعرض للمقدسات.
في الختام، سب الدين هو كفر أكبر مخرج من الملة، وهو ذنب عظيم يجب الإنكار عليه ونصح مرتكبه للتوبة. يجب التعامل مع المرتد وفق الشريعة الإسلامية، سواء بالإنكار أو رفع الأمر إلى القضاء أو التهديد بالمحاكم المدنية إذا لزم الأمر.