على مر العصور، ظل موقع بئر يوسف مصدر اهتمام كبير لدى العديد من المؤرخين والعلماء المسلمين. يُذكر في القرآن الكريم قصة النبي يوسف عندما ألقي فيه من قبل إخوته، مما أدى إلى إحدى أكثر القصص شعبية وإلهاما في الإسلام. ومع ذلك، فإن تحديد الموقع الدقيق لبئر يوسف ليس بالأمر السهل بسبب عدم وجود دليل تاريخي مباشر والتناقضات الموجودة بين الروايات المختلفة.
وفقًا لأحد التعليقات الشائعة، يرجع البعض مكان البئر إلى منطقة بيت المقدس، بينما يقترح آخرون احتمالات أخرى مثل مدينة طبرية، أو مناطق مختلفة داخل المملكة الأردنية الهاشمية نفسها. ربما كانت الأرض الواقعة ما بين بلاد مدين ومصر أيضًا محلاً محتملًا لهذه الآثار القديمة. حتى القرية الفلسطينية المعروفة اليوم باسم "صفد"، والمعروفة بأسم "بئر يوسف" هي وجهة ذات قيمة كبيرة بالنسبة لمؤيدي نظرية خاصة بهذا الأمر.
يعتقد الكثير بأن هذه البئر تبعد تقريبًا ثماني أميال فقط عن مسقط رأس والد يوسف، وهو المكان الواقع ضمن حدود الأراضي الكنعانية بالقرب من الحدود الأردنية حاليًا. وعلى الرغم من هذه الإشارات المتنوعة، إلا أنه لا زال البحث العلمي قائماً لإثبات القضية بشكل نهائي.
والآن دعونا نتعمق أكثر في تفاصيل تلك اللحظة المحورية من حياة النبي يوسف. لقد استشعرت مشاعر غيرته إخوة يوسف تجاه حبه الزائد لصديقه المفضل ولدموع أبيهم لاحقا، لذا تم الاتفاق سرا على رمي الأخ الأصغر في البئر بغرض التخلص منه بدون إيذائه فعليا. وغادر الشباب المنزل وهم يسيرون نحو النهر تاركين يوسف خلفهم تحت غطاء الليل وظلال الخوف والحزن.
بعد عدة أيام، وفي مشهد مليء بالمفاجآت والإصابات المؤلمة للنفس البشرية، جاء مجموعة تجار من مدينة تدعى مدين للحصول على المياه اللازمة سفرهم ونقلوا شحنتهم التجاريَّة باتجاه مصر. وبينما كانوا يستخرجون الماء من الجدول، اكتشف أحدهم وجود شخص صغير بحجم الطفل عالقا داخل الدلو! إذن بدأت الرحلة الجديدة لحياة جديدة لفترة مؤقتة للشاب العزيز بالنسب إلى أسرة أبيه: إنه النبي نفسه يا يوسف عليه السلام.
لم يتمكن الأشقاء المترددون الآن من التنصل تمامًا من مسؤولياتهم أخلاقيًا وعاطفيًا تجاه ابنهم الأكبر سنًا واستطاعوا خداع آبائهم المدمر القلب بزعم وفاة الفتى نتيجة تعرض ذئب مفترس؛ ولكن سرعان ما تبيَّنت الحقائق كاملة أمام جميع أفراد عشائر بني إسرائيل وانتهى بهم المطاف بخيبة أمل عميقة لنفسهم وبعدم الثقة المجتمعية للأجيال التالية لها.
