سبب نزول سورة الكافرون: قصة المفاوضات بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكفار قريش

https://www.fikran.com/upload/photos/d-blog.jpg

جاء في سبب نزول هذه السورة المباركة أن كفار قريش عرضوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم صفقة مفاوضات غير مسبوقة. لقد اقترحوا عليه أن يعبدوا الله سبحا

جاء في سبب نزول هذه السورة المباركة أن كفار قريش عرضوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم صفقة مفاوضات غير مسبوقة. لقد اقترحوا عليه أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى ويقبلوا ما جاء به، بشرط أن يشاركهم في عبادة آلهتهم الباطلة بعض الزمان. فنزلت هذه السورة تقطع كل مفاوضات لا تفضي إلى تحقيق التوحيد الكامل لله رب العالمين.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزّوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكفّ عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح. قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزي، ونعبد إلهك سنة، قال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي. فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله: (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله: (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)".

وتؤكد هذه الرواية روايات أخرى، منها ما رواه سعيد بن مينا مولى البختري، حيث لقي الوليد بن المُغيرة والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: "يا محمد! هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه؛ وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت منه بحظك".

وبناءً على هذه الروايات وغيرها، يمكن القول إن سورة الكافرون نزلت ردًا على اقتراح كفار قريش بتقاسم العبادة بينهم وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاقتراح جملة وتفصيلاً، مؤكدًا على وحدانية الله تعالى ورفضه لأي شكل من أشكال الشرك.

وتعد هذه السورة من السور المكية، وقد نزلت قبل الهجرة إلى المدينة المنورة. وهي سورة قصيرة ولكنها تحمل معاني عميقة حول التوحيد والرفض القاطع لأي شكل من أشكال الشرك.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات