عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، يُعتبر من أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي. عندما فتح المسلمون بيت المقدس، اتبع عمر بن الخطاب سياسة حكيمة في التعامل مع أهل المدينة، خاصةً النصارى الذين كانوا يعيشون فيها.
وفقًا للروايات التاريخية، عقد عمر بن الخطاب صلحًا مع أهل بيت المقدس، حيث أعطاهم أمانًا لأرواحهم وأموالهم، وللكنائس التي كانوا يعتنون بها. نص الصلح الذي كتبه عمر بن الخطاب يشمل:
- "أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها..."
هذا الصلح يوضح حرص عمر بن الخطاب على حماية الكنائس وعدم المساس بها، وهو ما يتماشى مع مبادئ الإسلام في التعامل مع أهل الذمة.
كما روى أبو داود في سننه، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد عقد صلحًا مع أهل نجران على شروط مشابهة، حيث أعطاهم أمانًا على كنائسهم وعدم هدمها.
هذه الروايات التاريخية تشير إلى أن عمر بن الخطاب كان حريصًا على احترام حقوق أهل الذمة وحماية كنائسهم، مما يعكس روح التسامح والعدل التي كانت سائدة في الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.
ومن الجدير بالذكر أن عمر بن الخطاب كان يستشير كبار الصحابة في أمور الحرب والسياسة، مما يدل على حكمته وحرصه على اتخاذ القرارات الصائبة.
في الختام، فإن تعامل عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس يمثل نموذجًا يحتذى به في التعامل مع الأقليات الدينية، حيث يجمع بين الحزم والحكمة والعدل.