عمرو بن العاص، صحابي جليل ومilitant معروف، اشتهر بمواهبه الفذة وشديد ذكاؤه، مما أكسبه لقب "داهية العرب". كانت صفاته البارزة هي الذكاء العقلي، الكاريزما السياسية، القدرة على المناورة والتكتيك العسكري. لقد برز هذا الدهاء بشكل واضح خلال العديد من معاركه واتصالاته المهمة.
من أشهر موقفه هو حين قاد سرية مكلفة باغتنام فرصة غياب قبيلة قضاعة عنها مشافهة المدينة المنورة. في تلك العملية، أبانت مهاراته الاستراتيجية عندما أمر رجاله بالسير أثناء الظلام والخفاء نهارا، مستخدما الرياح لتغيير رائحة خيامهم لمنع اكتشافهم. بالإضافة لذلك، امتنع الجنود عن إشعال نار بسبب مخاوف العمليات المفاجئة للأعداء. بعد انتصار مؤكد، قرر عدم مطاردة قوات العدو المهزومة ظنا منه بأن لديهم خطة للاستمطار للمزيد من القوات الإسلامية.
في إحدى الخطوب الأخرى الجديرة بالملاحظة، اختار عمرو الطهور بالتيمم عوضاً عن الوضوء التقليدي كي يتقدم الصفوف لإحدى المحن دون تعريض حياته للخطر وسط درجات الحرارة المتدنية جداً والتي يمكن أن تؤدي مباشرة للإصابة بالأمراض والموت. كل هذه القرارات والأفعال المبنية على التفكير المستنير والقدرة التحليلية العالية جعلته مثال حي للدهاة في عصره.
وفي جهوده نحو الفتوح الإسلامية، تبادل الأدوار مع الخالد بن الوليد وأبو عبيدة الجراح بقيادة جيوش مختلفة لتحقيق هدف واحد وهو فتح سوريا تحت توجيهات الخليفة عمر بن الخطاب. حققت حملاتها نجاحات كبيرة أدت للاستيلاء الكبير لسوريا القديمة بما فيها القدس وغيرها من المدن الهامة. يُذكر أنه وصف عمرو بأنه "رمى أرطبون الرومان بأرطبون العرب" تقديرا لأداء عمرو الرائع في المعارك الرئيسية مثل معركتي اليرموك وجسر أبو كبير.
إن أعمال عمرو غير الاعتيادية المدروسة جيدا ودهائه الواضح هما السببان الرئيسيان لوصفه بذلك الاسم المجازي المؤثر والذي ظل يستخدم حتى زمن متقدم كتقدير لمهارات القائد السياسي والعسكري الاستثنائية لدى عمرو بن العاص.